بثت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، تسجيلاً مصوراً تظهر فيه طائرة "لانسيت كاميكازي" الانتحارية، وهي سلاح جديد تعلن عنه روسيا استخدمته العام الماضي في سورية.
وتستغل روسيا، منذ تدخلها العسكري المباشر في الثلاثين من سبتمبر/أيلول 2015، ساحة الحرب المفتوحة في سورية لتجربة أسلحتها، محولة إياها لحقل تجارب عملية، يمكنها من تسويق الأسلحة.
وظهر في التسجيل شخص ملثم يدعى "أندريه"، هو المشغل الروسي للذخيرة، وفق تقرير لوكالة "سبوتنيك" الروسية، تحدث فيه عن تفاصيل استهداف رامي "التاو" ماهر كوجك، مدعياً أن كوجك ينتمي لـ"هيئة تحرير الشام"، حيث جرت العملية في الرابع من إبريل/ نيسان 2020، وتمت بعد تدمير "كوجك" 30 دبابة لقوات النظام السوري بصواريخ مضادة للدبابات من نوع "تاو".
وقال المشغل، وفق ما ترجمه "العربي الجديد"، إن عملية الاغتيال تمت بعد الرصد والمتابعة من قبل الجيش الروسي، مشدداً على عبارة أنه "لكل قناص يوجد صياد"، بعبارة يلفت فيها إلى مراقبة القوات الروسية مجريات الأحداث العسكرية على الجبهات في سورية.
وبخصوص التسجيل، أوضح الرائد يوسف الحمود، المتحدث باسم "الجيش الوطني"، أن الفيديو المنشور هو لعملية استهداف إحدى قواعد "التاو" في ريف إدلب الجنوبي في العام الماضي، والهدف منه "غاية إعلامية"، وحالياً هناك سباق تسلح في المنطقة، وخاصة على مستوى الطيران المسير وتطوير الطائرات المسيرة من دون طيار، وقدرتها على التعامل مع الأهداف المتعددة ودقة الإصابة والمزايا الفنية التي يجب أن تخدم فيها بساحة المعركة.
وأضاف حمود: "تم بث الفيديو لغايات دعائية. روسيا لم تترك أي نوع من أنواع السلاح إلا واستخدمته في سورية، بدءاً من الصواريخ الجوية والقنابل الجوية وصولاً لقذائف كراسنوبول الليزرية والمدفعية التي تتعامل مع الأهداف بناء على الليزر".
وذكر أن "هيئة الأركان الروسية صرحت بأن عدداً كبيراً جداً من الطيارين والطواقم الفنية وضباط العمليات في القوى الجوية والبرية والخبراء الروس تلقوا تدريباتهم في سورية، وترى روسيا في الجغرافية السورية ساحة من أجل التنفيذ والتدريب، وخلال ذلك تم استخدام أنواع متعددة من القذائف، منها ما تم تجريبه في سورية، لاكتشاف الخلل والأعطال وتطوير عملية تحديثه، وتحديد الغاية والجدوى من هذا السلاح، وفي شقه الإعلامي يخدم سياسة السيطرة على سوق المبيعات العسكرية من قبل روسيا".
ولفت حمود إلى أن "روسيا استخدمت عددا كبيرا من الأسلحة في سورية، والأسلحة الأكثر استخداما هي الخراطيم المتفجرة، ومؤخراً قذائف كراسنوبول والصواريخ الخارقة للتحصينات، وتدريبات للطيارين الروس في مجال القتال الجوي ورمايات الجو-جو التي شهدناها في سماء إدلب وريف حلب الشمالي؛ وأسلحة محرمة دولياً كالقنابل العنقودية وغيرها، وكانت لغايات عديدة أعلنت عنها هيئة الأركان الروسية، وخاصة في مجال الطيران المسير".
وبخصوص التسجيل المصور، أكد مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، أن التسجيل هو "مجرد ادعاء روسي جديد"، مشدداً على أن "عناصر الجيوش النظامية يظهرون بشكل علني"، مشككاً في أن "العنصر الذي حمل اسم أندريه، وحمل أيضاً صفة مشغل الطائرات الانتحارية، عنصر في الجيش الروسي"، مبيناً أنه "عنصر في مليشيا فاغنر الروسية".
وأشار إلى نقطة إضافية تنفي الادعاء الروسي، بالقول إن الصواريخ الموجهة من نوع "تاو" تسلمتها فقط فصائل "الجيش الحر"، ولم تتسلمها "هيئة تحرير الشام"، كما يتم الادعاء في التسجيل.
وجاء في التسجيل أن ماهر كوجك ينتمي لهيئة "تحرير الشام"، وهو ادعاء إضافي جديد، حيث إن كوجك ينتمي للفرقة "الثانية الساحلية" التي تتبع الجيش السوري الحر، واغتيل في قرية العنكاوي بريف حماة الغربي في 17 إبريل/نيسان 2020، ودمر 150 هدفاً لقوات النظام السوري، باستخدام صواريخ موجهة مضادة للدروع من أنواع "تاو وكورنيت وفاغوت وونكورس"، وحمل لقب "قناص التاو" حينها.