السعودية تعلن فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوية" تزامنًا مع زيارة بايدن

15 يوليو 2022
بررت هيئة الطيران المدني السعودية قرارها بالتزاماتها بموجب "اتفاقية شيكاغو 1944" (Getty)
+ الخط -

أعلنت السعوديّة، اليوم الجمعة، فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوّية"، في بادرة حسن نيّة واضحة تجاه إسرائيل، في وقتٍ يُتوقّع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة في وقت لاحق اليوم.

وقالت هيئة الطيران المدني السعوديّة في بيان على "تويتر"، إنّها قرّرت "فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوّية" التي تستوفي متطلّبات عبور أجواء البلاد.

وأضافت الهيئة، وفق "فرانس برس"، أن القرار جاء؛ وفاء لالتزامات المملكة بموجب اتفاقية شيكاغو للعام 1944، واستكمالا لجهود المملكة لترسيخ مكانتها كمنصة عالمية تربط ثلاث قارات، وتعزيزا للربط الدولي.

وبحسب الموقع الرسمي لـ"إيكاو"، جاءت اتفاقية الطيران المدني الدولي، التي تم وضعها عام 1944 من قبل 54 دولة، لتعزيز التعاون و"إيجاد وإبقاء الصداقة والتفاهم بين أمم العالم وشعوبه".

وضعت هذه الاتفاقية التاريخية، المعروفة اليوم باسم "اتفاقية شيكاغو"، المبادئ الأساسية المنظمة للنقل الجوي الدولي، ومهدت الطريق لإنشاء الهيئة المتخصصة التي تولت الإشراف عليه منذ ذلك الحين، وهي منظمة الطيران المدني الدولي – الإيكاو (ICAO).

تنص الاتفاقية على قواعد للمجال الجوي، وتسجيل الطائرات والسلامة، وتفاصيل حقوق الموقعين في ما يتعلق بالسفر الجوي.

تطبيع؟

واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذا القرار هو تطبيق للقرار المرتقب منذ فترة، بفتح مجال الطيران السعودي أمام الرحلات التجارية الإسرائيلية، وهو استمرار لقرار سعودي سابق بفتح المجال الجوي السعودي أمام رحلات شركة طيران الهند المتوجهة من الهند وإلى إسرائيل.

وأشارت الصحف الإسرائيلية في هذا السياق إلى أن الإعلان السعودي الرسمي لم يذكر الرحلات والطائرات الإسرائيلية، لكن الإعلان جاء قبيل ساعات من الرحلة المباشرة التي سيقوم بها بايدن بعد ظهر اليوم الجمعة، من مطار بن غوريون إلى السعودية، بعد إنهاء زيارته لإسرائيل التي بدأها الأربعاء.

وكان موضوع فتح المجال الجوي السعودي أمام الرحلات التجارية والطائرات المدنية الإسرائيلية، بحسب الصحف الإسرائيلية، وتصريحات المسؤولين فيها، مسألة وقت، ومؤشراً لخطوات تطبيع تدريجية قادمة بين إسرائيل والسعودية.

وفي هذا السياق، أشار موقع الإذاعة الإسرائيلية العامة "ريشت بيت" إلى أن نفس الصياغة استخدمت تقريباً عند الإعلان عن فتح المجال الجوي الإماراتي أمام كافة الرحلات المدنية والتجارية، بما فيها الإسرائيلية، بعد توقيع الإمارات على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل تحت مسمّى "اتفاقيات أبراهام".

وسبق أن أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية يئير لبيد، إلى توقعاته بخطوات تطبيع صغيرة، خلال جلسة الحكومة الأحد الماضي، عند تطرقه لزيارة بايدن لإسرائيل، ثم توجهه في رحلة مباشرة من مطار بن غوريون إلى جدة.

ويعني الإعلان عملياً نهاية للرحلات الجوية التي كانت تتم بين إسرائيل والسعودية، وحملت مسؤولين إسرائيليين، أمنيين وسياسيين، إلى السعودية في السنوات الأخيرة، عبر استخدام طائرات خاصة مسجلة خارج إسرائيل، كانت تقوم بالهبوط بعد مغادرة مطار بن غوريون الإسرائيلي، في دولة ثانية، ومن هناك تواصل رحلتها باتجاه السعودية.

لبيد يثني على القرار السعودي

وأثنى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية يئير لبيد على القرار السعودي، باعتباره فتحاً للمجال الجوي السعودي أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية قائلاً إنه "بعد طريق طويلة من السرية والدبلوماسية المكثفة مقابل الولايات المتحدة والسعودية، فقد أعلنت السعودية عن فتح مجالها الجوي أمام شركات الطيران الإسرائيلية، وهذه هي الخطوة الأولى فقط".

وأعرب لبيد عن شكره للرئيس بايدن على ما قدمه من مساعدة في هذا المجال أمام السعودية، متمنياً له النجاح في قمة جدة.

إلى ذلك، اعتبر المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، فتح السعودية مجالها الجوي أمام جميع الناقلات الجوية، بما فيها الطيران الإسرائيلي، "خدمة كبيرة للاحتلال".

وقال قاسم على حسابه في "فيسبوك" إنّ "الترحيب الواسع مع كل مكونات الكيان الصهيوني بقرار المملكة العربية السعودية بفتح مجالها الجوي أمام طيران العدو، يؤكد من جديد أن مسار التطبيع يحقق خدمة كبيرة للاحتلال ويعزز من حضوره ونفوذه في المنطقة على حساب المصالح القومية العربية".

وأشار إلى أنّ "التطبيع يلحق الضرر الكبير بالقضية الفلسطينية ويشجع الاحتلال على استمرار التنكر لحقوقنا الوطنية وتصعيد عدوانه على مقدسات الأمة".