وتأتي زيارة المقداد، بحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية، في إطار دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، "لعقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سورية".
ورحب معالي نائب وزير الخارجية، بمعاليه، الذي يزور المملكة في إطار دعوة من صاحب السمو الأمير #فيصل_بن_فرحان @FaisalbinFarhan وزير الخارجية، لعقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) April 12, 2023
ووصفت وكالة أنباء النظام السوري (سانا)، زيارة المقداد بأنها "زيارة عمل بناءً على دعوة من الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد عام 2011.
ويرافق المقداد في زيارته معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، ومدير إدارة الدعم التنفيذي جمال نجيب.
وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد والوفد المرافق يصل إلى مدينة جدة #السعودية في زيارة عمل بناء على دعوة من الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك - وكالة سانا. pic.twitter.com/uGuBYAa32r
— الأحداث السورية 🇸🇾🗨 (@Syriaevents) April 12, 2023
وفي وقت لاحق من الأربعاء، بحث بن فرحان والمبعوث الأممي لسورية غير بيدرسون، "سبل حل الأزمة السورية"، خلال اتصال هاتفي بينهما، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأكد الوزير السعودي، خلال الاتصال "حرص المملكة على بذل كافة الجهود للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها"، وفق الوكالة.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قد كشف، أمس الثلاثاء، عن أنّ اجتماعاً سيعقد يوم الجمعة المقبل في جدة بالسعودية، لبحث الموقف من عودة سورية للجامعة العربية، وذلك بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظرائهم من الأردن ومصر والعراق.
وقال الأنصاري، في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لوزارة الخارجية، إن الاجتماع التشاوري، الذي جاء بدعوة من السعودية، سيناقش وجهة النظر العربية تجاه عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، موضحاً أن دعوة الأردن ومصر والعراق للمشاركة في الاجتماع جاءت "لأن هذه الدول معنية بالأساس في هذه القضية".
وأكد الأنصاري "الموقف القطري الثابت" من النظام السوري، والذي يعتبر أن "الأسباب التي دعت إلى تجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية لا تزال قائمة".
وأضاف أنه من المبكر الحديث عن مخرجات لهذا الاجتماع التشاوري، الذي ستتبادل خلاله وجهات النظر حول تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، وإمكانية عودة سورية للجامعة العربية، وموقف كل دولة بهذا الشأن، لافتاً إلى أن "الموقف من سورية مرتبط أساساً بتحقيق الإجماع العربي، والتغيير الميداني على الأرض الذي يحقق تطلعات الشعب السوري".
وكانت وكالة رويترز، قد ذكرت، الأسبوع الماضي، أنّ السعودية تعتزم دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية المقرر أن تستضيفها الرياض في 19 مايو/ أيار المقبل.
وبحال تم ذلك، سيمثل حضور الأسد أبرز تطور في الخطوات المتتابعة من أجل عودة النظام السوري إلى المحيط العربي منذ عام 2011 عندما تم تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية، وقاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بسبب قمعه الدموي للاحتجاجات السلمية آنذاك، وهو ما قاد إلى حرب طويلة ما زالت مستمرة حتى الآن، تسببت في مقتل مئات آلاف السوريين، وتهجير نحو نصف سكان البلاد.
وتأتي هذه التطورات بعد الكشف عن خطة أردنية لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، تشمل ملفات مثل تهريب المخدرات عبر الحدود السورية والعلاقة مع إيران وإعادة اللاجئين.
وفي السياق، أكدت مصادر دبلوماسية جزائرية فضلت عدم ذكر اسمها لـ"العربي الجديد"، ما نشرته وسائل اعلام تابعة للنظام السوري من أن المقداد سيزور الجزائر ضمن جولة تشمل أيضاً تونس، حيث سيجري محادثات مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، حول العلاقات الثنائية والتطورات السياسية على الساحة العربية، خاصة أن الجزائر تترأس حالياً القمة العربية.
وتعد هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها فيصل المقداد الى الجزائر، في غضون تسعة أشهر، بعد زيارة سابقة له في 5 يوليو/تموز الماضي، شارك خلالها في احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، وفي الاستعراض العسكري الذي أقامته الجزائر بالمناسبة.
وكانت الجزائر قد سعت إلى إشراك دمشق في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الجزائر، مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكنها أخفقت في ذلك بسبب اعتراضات عربية، وأعلنت الجزائر حينها بالاتفاق مع دمشق، عدم طرح موضوع استئناف شغل مقعدها في الجامعة العربية "حرصاً من سورية على المساهمة في توحيد الكلمة والصف العربي".
ولافت أن الجزائر لم تقطع علاقاتها مع دمشق ولم تغلق سفارتها هناك، وكسرت الطائرات العسكرية الجزائرية الحصار عندما حملت شحنات من المساعدات الى المناطق السورية المتضررة من الزلزال الأخير.