أكد سفير الجمهورية التركية بالدوحة مصطفى كوكصو، أن بلاده تخطت الأزمات ومنشغلة ببناء مستقبلها، مشيرًا إلى أن محاولة الانقلاب كانت تستهدف الشعب التركي ومكاسبه الديمقراطية وقدراته، وأن "التنظيم الإرهابي "فيتو" (حركة فتح الله غولن) حاول الإطاحة بالحكومة الشرعية للدولة التركية في 15 تموز/ يوليو 2016، لكن خطتهم فشلت بفضل يقظة الشعب التركي".
وأضاف، خلال لقاء مع الصحافيين بمناسبة الذكرى السادسة "ليوم الديمقراطية والوحدة الوطنية"، أن تركيا تمكنت بعد القضاء على "هذه الفتنة في مهدها" من إعادة بناء أجهزة الدولة، بما يضمن عدم تكرار هذه الأزمة؛ لتبقى تركيا بلدًا ينعم بالديمقراطية وتداول السلطة سلميًا، عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع لا صناديق الذخيرة، بحسب قوله.
وقال السفير كوكصو، خلال اللقاء الذي استضاف سيدتين من العائلات التي فقدت أبناءها في المحاولة الانقلابية: "نحن لا نسمح لأحد بأن يستهين بتضحيات شعبنا، لقد قتل الانقلابيون 250 شخصًا من مواطنينا بالرصاص ودهسًا بالدبابات، كما جرحوا أكثر من 2000، لقد كانت هذه المحاولة الانقلابية الأكثر دموية في عهدنا المعاصر".
ورغم كل ذلك، يشير كوكصو إلى أن "الدولة التركية لم تقم بتصفية من ارتكب هذه الجرائم المزهقة للأرواح؛ بل لم تعقد لهم أية محاكمات استثنائية، ويخضعون جميعًا للمحاكمة أمام القضاء الطبيعي".
وأكد أن بلاده "لم ولن تنسى وقفة دولة قطر مع تركيا، وموقف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي كان أول قائد استنكر الانقلاب بين قادة العالم".
ووصف العلاقات القطرية - التركية بأنها "مميزة جدا"، وقال: "هناك تعاون كبير بين البلدين في شتى المجالات، ومن هنا جاءت الوقفة القطرية الداعمة للشرعية الدستورية في تركيا، ودعم دولة قطر لكافة الإجراءات القانونية التي تتخذها الحكومة التركية للحفاظ على أمن واستقرار تركيا وشعبها".
وحول السياسة الخارجية لبلاده، أكد كوكصو أنها تهدف إلى خلق ظروف ملائمة للسلام والتنمية المستدامين، وتسهم في إنشاء منطقة سلام وازدهار واستقرار في محيط تركيا، مع حماية مصالح بلاده في المرحلة التي تشهد تقلبات وغموضاً على الساحة الإقليمية والدولية.
ولفت إلى أن "تركيا تستضيف أكبر عدد من النازحين في العالم، حيث تستضيف حوالي 4 ملايين نازح، بمن فيهم 3.7 ملايين سوري". وقال إن بلاده "أنفقت حوالي 40 مليار دولار على السوريين منذ عام 2011 من أجل توفير كافة أنواع الخدمة والمساعدة".