أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الأربعاء، الإطاحة بما قالت إنها "أخطر شبكة تجسس وقرصنة للمعلومات في العراق"، واعتقال عناصرها. مؤكدة أن الشبكة تلقت تدريبات خارج البلاد، وهي متهمة باختراق معلومات المؤسسات الأمنية في البلاد والسعي إلى تسريبها.
ووفقا لبيان أصدره جهاز الأمن الوطني العراقي، فإنه "بناء على معلومات استخبارية واردة لأمن جنوب محافظة صلاح الدين (شمال بغداد)، تم كشف شبكة لقرصنة المعلومات في محافظة كربلاء (جنوبا)، وأن قوة من جهاز الأمن الوطني في المحافظتين شرعت في تفعيل الجهد الاستخباري والميداني لمقاطعة المعلومات، ومحاولة رصد الشبكة"، مبينا أن "القوة تمكنت بعد مراقبة دامت أياما عدّة من تفكيك الشبكة، وهي مكونة من 5 أشخاص، يُعدّون من أخطر شبكات التجسس والقرصنة في العراق".
وأضاف البيان: "جرى تدوين أقوال عناصر الشبكة أصوليا، واعترفوا بتلقّيهم دورات تدريبية خارج البلاد، وسعيهم إلى اختراق قواعد بيانات مؤسسات الدولة الأمنية، وتسريب المعلومات الخاصة بجهاز الأمن الوطني، بغرض بيعها"، مؤكداً أن "عناصر الشبكة تمت إحالتهم إلى الجهات القانونية المختصة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم".
اعترافات عناصر الشبكة قد تطيح بمتورطين آخرين
من جهته، أكد مصدر أمني عراقي أن اعترافات عناصر الشبكة قد تطيح بمتورطين آخرين. مبينا لـ"العربي الجديد" أن "عناصر الشبكة تم التحقيق معهم، كل على حدة، وقد تم الحصول على معلومات خطيرة منهم كانوا قد حصلوا عليها تتعلق بملفات أمنية في البلاد".
وأوضح المصدر أن "تلك المعلومات خطيرة للغاية، وقد تم إحباط عملية تسريبها"، مشيرا إلى أن "الشبكة تلقت تدريبا خارج البلاد، وهناك تورط لمنتسبين بأجهزة أمنية في التعامل معهم، وجار التحقيق للتوصل إليهم".
وخلال الفترة السابقة، تعرضت أجهزة الدولة العراقية للاختراق الإلكتروني، ومنها المخابرات، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووكالة الاستخبارات والتحقيقات في وزارة الداخلية، استهدفت بيانات ضباط ومصادر تلك الأجهزة، وإيميلات لمسؤولين بارزين فيها، ومعلومات أمنية واستخبارية تتعلق بأهداف تتابعها القوات العراقية.
كما تعرضت وكالة شؤون الاستخبارات والتحقيقات في وزارة الداخلية للاختراق، وتعرضت أيضا المواقع الإلكترونية التابعة لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي والأسبق نوري المالكي للقرصنة. كما تحدثت مصادر عراقية سابقا عن قرصنة هواتف مسؤولين كبار في الدولة، والحصول على معلومات مهمة.
وعلى الرغم من أن الجهات الأمنية العراقية حاولت وقتذاك نفي وجود عمليات تجسس وقرصنة، إلا أن قنوات على تطبيق "تلغرام" مرتبطة بمليشيات مسلحة حليفة لإيران، منها "الوحدة 1000" و"نيو سايبر"، تبنت نشر أخبار آخر الاختراقات الإلكترونية لمواقع حكومية، وتنشر معلومات بشأنها بين وقت وآخر، من بينها قاعدة معلومات عن ضباط في جهاز المخابرات، ومعلومات عن تنقلات أفراد وضباط في دوائر أمنية بالأسماء الحقيقية لهم.