اعتقلت السلطات الهولندية على أراضيها، اليوم الثلاثاء، القيادي في تنظيم "داعش" المعروف باسم "أ - خ" (الأمني)، البالغ من العمر 37 عاماً، والذي كان سابقاً أحد أبرز قادة التنظيم في الجنوب السوري في الفترة الواقعة بين عام 2013 وعام 2018، وذلك إثر تقديم بعض ذوي الضحايا شكاوى ضده بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مخيم اليرموك، ويلدا بريف العاصمة السورية دمشق.
وقال مصدر حقوقي في أوروبا، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه سيتم عرض "أ - خ" على النيابة العامة في هولندا بتاريخ 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، لمواجهة الادعاءات والتهم الموجهة بحقه، لا سيما أن عدد المدعين هناك يتراوح ما بين الخمسة إلى الست أشخاص.
وأكد المصدر، أن "أ - خ" (الأمني) ينحدر من ريف اللاذقية وتحديداً منطقة الحفة، وقد كان أحد المؤسسين لتنظيم "جبهة النصرة" في جنوب العاصمة دمشق، وبعد ذلك شغل منصب "الأمير الأمني الأول" في تنظيم "داعش" جنوب سورية خلال تلك الفترة.
وأشار المصدر إلى أنه بعد عودة "أ-خ" من العراق عام 2008، تم اعتقاله من قبل أجهزة النظام الأمنية السورية، وتمت إحالته إلى سجن صيدنايا العسكري وقد صدر حكم بحقه لعشر سنوات سجناً.
وفي عام 2012، ورغم عدم انتهاء فترة الحكم وتزامناً مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية ضد النظام في سورية، أطلق النظام السوري سراحه، إلى جانب بعض المعتقلين المتطرفين، وذلك لإعطائهم مساحة كافية وأرضاً خصبة لإنشاء هذا النوع من التنظيمات والكيانات المتطرفة.
وبحسب المصدر الحقوقي، فإن "أ-خ" نفذ العديد من الجرائم في الجنوب السوري، منها إعدامات ميدانية بشكل مباشر ومنها مستخدماً ما يسمى بـ"أشبال الخلافة" لتنفيذ تلك الإعدامات، والإشراف على التحقيق مع العديد من المعتقلين، بما في ذلك تورطه في مجزرة "علي الوحش" والتي كانت في عام 2015 ضمن مخيم اليرموك، بالإضافة إلى تنفيذ إعدامات ميدانية بحق ناشطين.
وأضاف المصدر الحقوقي قائلاً إنه تم استخدام استراتيجية مُحكمة لإفساح الطريق أمام أمراء الحرب، بمن فيهم تنظيم "داعش" و"النصرة"، ابتداءً من خروجهم من جنوب دمشق للوصول إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكانت محكمة هولندية قد أصدرت في الـ16 من يوليو/ تموز عام 2021، حكماً بالسجن على أحمد الخضر، البالغ من العمر 49 عاماً، لمدة 20 عاماً، والذي كان عضواً في تنظيم "جبهة النصرة"، وذلك بتهمة ارتكاب جرائم حرب لدوره في إعدام جندي من قوات النظام خلال الحرب في سورية.