"نيويورك تايمز": السلطة الفلسطينية تشترط تنفيذ حل الدولتين للعب دور في إدارة غزة بعد الحرب
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن السلطة الفلسطينية أبلغت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنها منفتحة على لعب دور في إدارة غزة ما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك إذا دعمت واشنطن حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على هذه المعلومات من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، الذي كشف لها أنه أخبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي أن السلطة الفلسطينية ترغب في الحصول "على التزام من الإدارة الأميركية، مع قرار سياسي شامل سيهمّ قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس الشرقية".
وقالت "نيويورك تايمز" إنها استقت تلك التصريحات من المسؤول الفلسطيني يوم الثلاثاء الماضي برام الله في الضفة الغربية، أشار خلالها الشيخ إلى أن القادة الفلسطينيين يرغبون في رؤية "مبادرة أميركية جادة تدفع إسرائيل إلى القبول بها والتزامها".
وأضاف في تصريحه: "الإدارة الأميركية الحالية قادرة على فعل ذلك".
واعتبرت الصحيفة رسالة حسين الشيخ متنفساً وتحدياً في الآن نفسه بالنسبة إلى البيت الأبيض، الذي يبحث عن مخرج للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وترى أنها من أسوأ "حلقات العنف" منذ عدة عقود بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن المسؤولين الأميركيين يقولون إن السلطة الفلسطينية يتعين عليها لعب دور في غزة بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، الذي يقول إنّ هدفه القضاء على حماس.
وأضافت أن السلطة الفلسطينية، التي تدير الضفة الغربية، أرسلت إشارات إلى نيتها لعب دور مماثل، مستدركة بالإشارة إلى أنها تشترط من أجل القيام بذلك، التزاماً من الرئيس الأميركي بخوض تحدٍّ دبلوماسي تراجع عنه عدد من أسلافه، متمثل بالتوصل إلى اتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين من أجل إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام.
وأوضحت "نيويورك تايمز" نقلاً عن الشيخ قوله إن اتفاقاً مماثلاً من شأنه حل الإشكالات الرئيسية التي عرقلت جهود تحقيق السلام خلال ثلاثة عقود، والتي ربطها بالانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، التي يقيم فيها حالياً أكثر من 700 ألف مستوطن يهودي، وحسم الوضع السياسي للقدس الشرقية، التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولتهم.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه)، ناقش مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، مقترحاً تدير عبره مصر الأمن في قطاع غزة إلى حين تسليمه للسلطة الفلسطينية بعد القضاء على حركة حماس، موردة نقلاً عن مسؤول مصري كبير أن السيسي رفض المقترح، وشدد على أن مصر لن تلعب أي دور في القضاء على حماس، نظراً لحاجتها إلى الحركة لضمان الأمن على الحدود.
وتطرقت الصحيفة في مقالها إلى التحركات التي تقودها الإدارة الأميركية لبحث من سيتولى إدارة غزة إن قررت إسرائيل وقف حربها على القطاع، مشيرة إلى أن واشنطن ترغب في دور إسرائيلي محدود في المستقبل بغزة، رافضة الاحتلال والحصار.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة دعت، الأربعاء، بشكل غير مباشر إلى عدم احتلال إسرائيل لغزة بعد انتهاء عدوانها، وما تدعي أنه حرب للقضاء على حركة حماس، باعثة بحسب "وول ستريت جورنال"، رسالة علنية إلى المسؤولين الإسرائيليين بأنها تتوقع دوراً فلسطينياً كبيراً بالقطاع.