تواصل السلطة الفلسطينية محاكمة عدد من النشطاء بعد اعتقالهم على خلفية التظاهرات والاعتصامات المطالبة بالعدالة للمعارض نزار بنات إثر مقتله قبل شهرين على يد الأمن الفلسطيني، بينما اعتقل آخرون خلال اليومين الماضيين، على إثر تظاهرات ضد الاعتقال السياسي.
ومددت النيابة العامة الفلسطينية في رام الله وسط الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، تمديد توقيف الناشط السياسي عمر عساف لـ24 ساعة، إثر إعادة اعتقاله أمس، بعد ساعات من الإفراج عنه. كما مددت توقيف الأسير المحرر الجريح لؤي الأشقر لفترة مماثلة، وقد اعتقلا من اعتصام دعت له عائلة المعتقل والأسير المحرر خضر عدنان من دوار المنارة وسط رام الله.
من ناحية أخرى، قررت النيابة إخلاء سبيل كل من المحامي والأسير المحرر محمد علان، والأسير المحرر إبراهيم أبو العز. وقررت محكمة صلح رام الله إخلاء سبيل 9 معتقلين وتأجيل محاكمتهم إلى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
كما قررت المحكمة ذاتها تأجيل محاكمة 11 من المعتقلين الذين أفرجت عنهم الأحد الماضي، إلى شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال محامي "مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان"، شاكر طميزة لـ"العربي الجديد" إن "المحكمة قررت إخلاء سبيل خمسة من المعتقلين بكفالة شخصية قيمتها ألف دينار أردني، مع تحديد مكان إقامتهم، وهم أبي عابودي، ويوسف شرقاوي، وجهاد عبدو، ومحمد عبدو، وغسان السعدي، وستستمر محاكمتهم لاحقاً".
وأفاد المحامي ظافر صعايدة من مجموعة "محامون من أجل العدالة" "العربي الجديد"، بأن قرار الإفراج عن باسل حمدة، وأمير سلامة، وحمزة زبيدات، وموسى أبو شرار من محكمة الصلح كان بضمان محل إقامتهم.
إلى ذلك، أكد المحامي مهند كراجة من مجموعة "محامون من أجل العدالة" لـ"العربي الجديد" أن النيابة العامة الفلسطينية مددت توقيف الناشط عمر عساف 24 ساعة بملف جديد يضاف إلى الملف السابق المتعلق باعتصام السبت، ومددت للأسير المحرر لؤي الأشقر 24 ساعة أيضاً، فيما قررت إخلاء سبيل محمد علان وإبراهيم أبو العز.
وسيبقى كل من الأسير المحرر خضر عدنان والناشط الحقوقي فادي قرعان رهن الاعتقال حتى يوم غدٍ الأربعاء، حيث كانت النيابة العامة مددت توقيفهما أمس، لمدة 48 ساعة.
وقالت المحامية ديالا عايش لـ"العربي الجديد" إن "عدنان، وعمر عساف يواصلان إضراباً عن الطعام والشراب، فيما يضرب عن الطعام كل من فادي قرعان ولؤي الأشقر".
بدورها، قالت رندة موسى زوجة الأسير عدنان لـ"العربي الجديد" إنها تلقت اتصالاً منه، حيث سمح له بالاتصال من خلال وفد حقوقي، وقال لها إنه تعرض للإهانة والاعتداء من ضابط أمن، لكن هذا الضابط قام بتقديم شكوى ضده بعد الاعتداء عليه، مؤكدا استمراره بالإضراب عن الطعام حتى الإفراج عنه وأنه لن يذهب إلى المحكمة لرفضه شرعنة اعتقاله.
كما أكد عدنان خلال الاتصال أن ظروف اعتقاله سيئة جداً من ناحية الظروف الصحية والاكتظاظ وضيق المكان.
وأحالت النيابة العامة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، إلى محكمة الصلح في رام الله، عددًا من النشطاء الذين اعتقلوا السبت الماضي، خلال منع الشرطة الفلسطينية لاعتصام مندد بمقتل بنات على دوار المنارة، والذين أفرج عنهم لاحقاً بقرار من النيابة العامة.
ويمثل أولئك المعتقلون وآخرون ممن لا يزالون رهن الاعتقال أمام النيابة العامة، فيما أفاد معتقلون مفرج عنهم عن تعرض عدنان للضرب والإهانة داخل المعتقل، كما يواصل عدد من المعتقلين إضراباً عن الطعام.
وأحالت النيابة العامة المعتقلين إلى محكمة الصلح، كما أفادت مجموعة "محامون من أجل العدالة" ووجهت للمعتقلين تهم "التجمهر غير المشروع وإثارة النعرات الطائفية وذم المقامات العليا"، قبل أن تقرر الإفراج عنهم بعد توقيف دام 24 ساعة، فيما بقي آخرون اعتقلوا خلال أيام السبت والأحد والثلاثاء، رهن الاعتقال.
وكانت الشرطة أفرجت مساء الأحد عن عدد من المعتقلين بقرار من النيابة، فيما أفرجت عن الشاعر زكريا محمد بعد ساعات من اعتقاله دون إحالته إلى النيابة، وأفرجت أمس الإثنين، عن كل من الأكاديمي والمعماري خلدون بشارة، والمخرج محمد العطار، وعبد الحميد هارون، والأسير المحرر أحمد نصر بقرار من محكمة الصلح، فيما أفرج عن الناشط الحقوقي زكريا عودة منسق قضايا حي الشيخ جراح بعد ساعات من اعتقاله.
وبعد الإفراج عنه قال الأكاديمي خلدون بشارة لـ"العربي الجديد" إنه "شهد اعتداءً على الشيخ خضر عدنان".
وأضاف: "أحد الأفراد بزي مدني داخل مركز الشرطة قال في البداية (أبعدوه عني وإلا نتفت لحيته)"، وبعدها بدقائق يضيف بشارة: "سمعنا صوتا وذهبت لأرى فإذا بنفس الشخص الذي يرتدي لباساً مدنياً ضرب عدنان ببطنه، وركله برجله، وأتى رجال شرطة آخرون وأبعدوا هذا الشخص عن عدنان ونقلوا الأخير إلى غرفة ثانية".
وقال بشارة: "إن عدنان مضرب عن الطعام والشراب بشكل كامل ورفض ترافع أي محام عنه لقناعته بأن ذلك يعطي شرعية للمحاكمة"، فيما أضاف أنه "التقى عدداً من المعتقلين في السجن وهم كل من باسل حمدة، وأمير سلامة، وحمزة زبيدات، وهم مضربون عن الطعام، بالإضافة إلى الناشط الحقوقي فادي قرعان الذي اتهم بحيازة أعلام فلسطينية كما قال بشارة".
وأوضح أن "ظروف الحجز مهينة وأماكن الحجز مكتظة، كما تمت معاقبة نزلاء النظارة بحجب الشراء من الكانتين (بقالة السجن)، ومنع أي مضرب عن الطعام من الاتصال بالهاتف".
وخلال انتظار المحاكمة، قال الأكاديمي عماد البرغوثي لـ"العربي الجديد" إنه "يحاكم على شيء لم يحدث"، في إشارة إلى تهمة "التجمهر غير المشروع"، مضيفاً: "نحن متهمون بالمشاركة في مسيرة لم تتم وربما هذه لأول مرة في التاريخ تصدر لائحة اتهام بأننا شاركنا في مسيرة لم تحدث، يتم محاكمة أكابر القوم وشخصيات معتبرة ومحترمة وأسرى محررين على المشاركة في تلك المسيرة التي لم تحصل".
أما الأكاديمية كوثر سحويل (العبويني) فقالت لـ"العربي الجديد" إنها تشعر بالإهانة لإحالتها إلى المحاكمة بدون سبب، وأضافت: "لا نعلم ماذا يمكن أن يتم سؤالنا هل نحن مجرمون أو قتلة أو تجار مخدرات، أم نحن بناة وطن".
بدورها، قالت الناشطة هند شريدة زوجة المعتقل أبي العابودي لـ"العربي الجديد" وهي تنتظر أمام المحكمة في انتظار أي معلومات عن وضع زوجها الذي مددت النيابة توقيفه الأحد الماضي لـ48 ساعة، "إن النيابة مددت توقيفه عقاباً له على التزامه بحق الصمت أمامها مع آخرين".
وأضافت: "نحن كعائلة وأبنائي رهن أهواء النيابة العامة في معاقبة المعتقلين السياسيين، أبنائي لا يعرفون أين والدهم وأقوم كل يوم بفبركة كذبة جديدة لأبرر لهم غيابه".
وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت على مدار السبت والأحد والإثنين قرابة 33 شخصا، خلال منع اعتصامي السبت والأحد، المنددين بمقتل بنات والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، كما اعتقلت أمس، 5 خلال اعتصام مطالب بالإفراج عن المعتقلين، بدأته عائلة خضر عدنان على دوار المنارة في رام الله.