بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، الملفات المشتركة بين البلدين، مؤكدين التنسيق لملاحقة الجماعات الإرهابية في الحدود المشتركة، وخطورة تواجد مسلحي "العمال الكردستاني" في الأراضي العراقية.
وتلقى السوداني اتصالاً هاتفياً من أردوغان، ليل أمس الثلاثاء، ناقشا فيه "مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين". ووفقاً لبيان أصدره مكتب السوداني، فإنّ "الاتصال شهد مناقشة سبل تنمية التعاون الاقتصادي، والجهود المتبادلة لضبط الحدود المشتركة، والتنسيق لملاحقة المجاميع الإرهابية في الحدود المشتركة بين البلدين".
وجدّد أردوغان دعوته رئيس مجلس الوزراء العراقي، إلى "زيارة رسمية للجمهورية التركية، فضلاً عن توجيه الدعوة إلى السوداني لحضور منتدى أنطاليا الدبلوماسي"، مبيّناً أنّ "الطرفين بحثا تأمين حصة العراق من مياه دجلة والفرات، واستمرار التعاون في المجال التجاري والاستثمار ومشاركة الشركات التركية في مشاريع البنى التحتية والإعمار بالعراق، كما تم التطرق إلى الربط السككي بين ميناء الفاو في البصرة والأراضي التركية".
رئيس مجلس الوزراء @mohamedshia يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي @rterdogan_ar.
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) January 10, 2023
وجرى البحث في تأمين حصة العراق من مياه دجلة والفرات واستمرار التعاون والاستثمار ومشاركة الشركات التركية في مشاريع البنى التحتية بالعراق، والربط السككي بين ميناء الفاو في البصرة والأراضي التركية. pic.twitter.com/FiBaPxUQ7D
وأشار البيان إلى أنّ "السوداني سيلبّي الدعوة الرسمية لزيارة تركيا في أقرب فرصة متاحة".
من جهتها، أفادت وكالة الأناضول في بيان نقلته عن الرئاسة التركية، بأنّ "أردوغان أكد للسوداني أنّ إنهاء وجود تنظيم العمال الكردستاني الإرهابي على الأراضي العراقية هو ضرورة لمصالح الأمن القومي للعراق أيضاً، وأن أنقرة تولي أهمية لأمن واستقرار العراق ووحدة أراضيه بقدر ما توليه من أهمية لتركيا".
بدوره، أكد مسؤول حكومي عراقي، أنّ "هناك ملفات مهمة تسعى حكومة السوداني لبحثها مع الجانب التركي"، مبيّناً لـ"العربي الجديد"، شرط عدم ذكر اسمه، أنّ "ملف تواجد العمال الكردستاني على الأراضي العراقية، والعمليات التركية العسكرية داخل العراق، ستكون من أهم تلك الملفات"، مشيراً إلى أنّ "حكومة السوداني تريد الاتفاق مع تركيا لإنهاء هذا الملف".
وأكد أنه "سيتم أيضاً بحث تأمين الحدود المشتركة بين البلدين، لما لذلك من مصالح أمنية مشتركة"، مضيفاً أنّ "من الملفات المهمة أيضاً والتي سيجري بحثها هو ملف المياه، خاصة وأنّ العراق حصل على وعود من قبل تركيا بزيادة حصته المائية للتخفيف من أزمة المياه في العراق".
وتكمن صعوبة إجراء تفاهمات بين حكومة العراق والحكومة التركية بشأن إنهاء تواجد مسلحي "العمال الكردستاني" في العراق بعدة عوامل ميدانية عسكرية؛ أبرزها وجوده بمناطق يصعب وصول القوات العراقية إليها، ضمن المثلث العراقي الإيراني التركي الواقع تحت إدارة إقليم كردستان، إلى جانب دعم يتلقاه مسلحو الحزب من فصائل مسلحة توصف عادة أنها حليفة لإيران، خاصة في مناطق سنجار غرب نينوى.
وتسبب تواجد عناصر الحزب الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية" في الأراضي العراقية، بأضرار أمنية واقتصادية على البلد، وقد شهد إقليم كردستان تراجعاً كبيراً بأعداد السياح بسبب تواجد تلك العناصر، فضلاً عن نزوح آلاف العائلات الكردية التي تضررت جراء تحركات الحزب والضربات التركية.