أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، مباحثات مع وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان ليكورنو، الذي يزور بغداد على رأس وفد أمني فرنسي ضمن جولة تشمل عدة دول في المنطقة.
وقال بيان للمكتب الحكومي العراقي في بغداد إنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين وآفاق تطويرها على المستوى الأمني ضمن نطاق التحالف الدولي، وفي إطار المشورة والتدريب لرفع أداء القوات الأمنية العراقية.
ونقل البيان عن السوداني إشادته "بدعم فرنسا للقوات العراقية"، مشيراً إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وُقّعت خلال زيارة السوداني إلى فرنسا في يناير/ كانون الثاني الماضي، لافتاً إلى أنّ "الحكومة تعمل على تنظيم العلاقة مع التحالف الدولي في العراق، بالشكل الذي يتناسب مع مرحلة ما بعد الحرب على عصابات داعش الإرهابية".
كما نقل البيان عن ليكورنو تأكيده "استعداد الحكومة الفرنسية للتعاون مع العراق في مجال التدريب والتسليح وتطوير القدرات"، وأشار إلى جدية حكومة بلاده "في تقديم كل ما يحتاجه العراق، وتطوير الشراكة الحقيقية معه".
رئيس مجلس الوزراء @mohamedshia يستقبل وزير الجيوش الفرنسية @SebLecornu ، والوفد المرافق له.
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) July 19, 2023
وأكد سيادته أن الحكومة تعمل على تنظيم العلاقة مع التحالف الدولي في العراق، بالشكل الذي يتناسب مع مرحلة ما بعد الحرب على عصابات داعش الإرهابية، حيث تشهد هذه المرحلة تنامياً كبيراً لقدرات… pic.twitter.com/R65Iimde15
وحول الزيارة التي يجريها وزير الجيوش الفرنسية الى بغداد، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي، العقيد المتقاعد سعد المولى، لـ"العربي الجديد"، إنها "لتثبيت تفاهمات سابقة".
وأضاف المولى، في اتصال هاتفي، أنّ "القوى السياسية الحليفة لإيران ضمن قوى الإطار التنسيقي تسعى إلى تقليل اعتماد العراق على الترسانة العسكرية الأميركية، لهذا تشجع التوجه لأي دولة أخرى في هذا الإطار بما فيها فرنسا".
واعتبر أنّ العقوبات الأميركية والغربية المفروضة على موسكو حالت دون المضي بخطط شراء منظومات دفاع جوي وطائرات جديدة من روسيا، ما يعني أنّ "العراق سيكون أقرب إلى التعاقد مع دول أخرى، لعل أبرزها فرنسا، في ظل تحفظ أميركي على حصول العراق على أسلحة ومنظومات صاروخية دفاعية وهجومية بسبب موقفه من الاحتلال الإسرائيلي وإمكانية استفادة جهات داخل العراق منها، بما فيها مسألة وصول التقنيات الحديثة إلى إيران التي تمتلك النفوذ الأوسع في العراق".
وكان العراق وفرنسا قد وقعا، في نهاية يناير الماضي، على اتفاقية "الشراكة الاستراتيجية"، خلال زيارة السوداني إلى باريس، وتتضمن الاتفاقية جوانب أمنية وعسكرية إلى جانب موضوع الطاقة المتجددة والتعليم.
وتُعتبر فرنسا أحد أكبر ثلاثة مساهمين في جهود التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية منذ نهاية عام 2014، وشاركت القوات الفرنسية في عمليات عسكرية داخل العراق إلى جانب سلاح الجو الفرنسي، كما يوجد حالياً العشرات من العسكريين الفرنسيين بقواعد عراقية شمالي البلاد ضمن جهود تدريب وتطوير إمكانات القوات العراقية.
ومن المقرر أن يزور المسؤول الفرنسي مدينة أربيل، حيث سيلتقي بالمسؤولين العراقيين الأكراد، إلى جانب زيارة قاعدة حرير الجوية التي تضم عسكريين فرنسيين يعملون ضمن جهود التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد "داعش".