السودان.. تظاهرات جديدة ضد الانقلاب والسفارة الأميركية بالخرطوم تحذّر موظفيها

20 نوفمبر 2021
متظاهرون سودانيون يغلقون الشوارع ويحرقون إطارات سيارات (Getty)
+ الخط -

تجمّع مئات السودانيين، اليوم السبت، في أحياء مدينة بحري شمال الخرطوم، وتوجهوا مباشرة إلى منزل ست النفور بكاري التي قتلت، الأربعاء الماضي، أثناء مشاركتها في موكب 17 نوفمبر/تشرين الثاني، فيما أغلق محتجون في أحياء أخرى الشوارع بالكتل الخرسانية وأحرقوا إطارات السيارات القديمة، للتنديد بالانقلاب العسكري وقتل متظاهرين.

وشملت التظاهرات في بحري كلاً من مناطق الشعبية، وحلفايا الملوك، والصحافة، والديم، والكدور.

وقالت لجنة أحياء بحري، في بيان لها، إنّ سلطات الانقلاب قررت الانسحاب من قسم شرطة المدينة وتركته خالياً، وقامت بأعمال تخريب وحرق داخله، و"ذلك للإيحاء بعدم سلمية التظاهرات، وتبرير استباحة الأحياء والبيوت والقمع المفرط"، بحسب اللجنة.

واستنكر البيان "غباء السلطات بترك مؤسسة عسكرية سلاحها في المعارك"، متسائلاً "كيف يحدث ذلك في موقع تسيطر عليه، ورغم عنفها لم يبادلها الثوار بنفس السلاح؟". واتهم البيان المؤسسة العسكرية، بـ"إحداث تلك الفوضى المقصودة"، وحمّلها تبعات ما يحدث جراء ذلك في أحياء بحري وعموم مدن السودان.

واتسعت رقعة التظاهرات الليلية ضد الانقلاب العسكري، حيث نظم مناهضو الانقلاب بمدينة المناقل وسط السودان، وقفة احتجاجية دعت إليها لجان المقاومة رفضاً للانقلاب، بينما نظمت النساء بمدينة نيالا غربي البلاد، وقفة مماثلة حملت فيها لافتات ورقية كُتب عليها "العسكر للثكنات والسلطة سلطة شعب"، "يسقط الانقلابيون"، "لا لقمع التظاهرات السلمية"، كما نُظمت وقفة احتجاجية مماثلة في مدينة سنار. 

السفارة الأميركية في الخرطوم تحذّر موظفيها قبيل احتجاجات الأحد

ووسط الحشد لمليونية جديدة، يوم غد الأحد، تحت شعار "زلزال الشعب"، نشرت السفارة الأميركية في الخرطوم، على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، تعليمات لموظفيها، طالبتهم فيها بـ"التزام أماكنهم إلى حد أقصى بقدر الإمكان"، مشيرة إلى أنه يتم الإعداد لمظاهرة في هذا اليوم تدعو إلى العصيان المدني السلمي.

ودعت السفارة موظفي السفارة إلى تجنب الحشود والتظاهرات، والبقاء بعيداً عن الأنظار وتوخّي الحذر  في محيط التجمعات والاحتجاجات، إضافة إلى متابعة وسائل الإعلام المحلية لمعرفة مستجدات الوضع.

النرويج تدين القمع "الذي لا يحتمل" في السودان

في الأثناء، دانت تيريز لوكين غيزيل، سفيرة النرويج إحدى دول "الترويكا" حول السودان، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، القمع "الذي لا يحتمل" ضد المعارضين للانقلاب في هذا البلد الذي كان يبني عليه العالم "آمالاً كبيرة".

ومنذ سنوات، تواكب بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج السودان في طريقه المتعثر نحو الديمقراطية.

وقالت الدبلوماسية النرويجية، لـ"فرانس برس"، إنّ "عرقلة الوصول إلى المستشفيات (...) أمر غير مقبول وغير قانوني مثل قطع الاتصالات"، مؤكدة أن "كل هذه الأعمال لا تؤدي إلى أي حوار بناء". وأوضحت أنها أبلغت العسكريين باعتراضها على "الاستخدام غير المتكافئ للقوة". 

تيريز لوكين غيزيل سفيرة النرويج لدى السودان (شريف شاذلي/فرانس برس)
تيريز لوكين غيزيل سفيرة النرويج لدى السودان (شريف شاذلي/فرانس برس)

وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان قاد انقلاباً في 25 أكتوبر/تشرين الأول خلال مرحلة انتقال هشة في السودان. وقد اعتقل كل المدنيين في السلطة تقريباً، وأنهى الاتحاد الذي شكله المدنيون والعسكريون، وأعلن حالة الطوارئ.

ومنذ ذلك الحين، تنظم احتجاجات ضد الجيش تطالب بعودة السلطة المدنية، خصوصاً في العاصمة الخرطوم وتقمعها قوات الأمن.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان "ارتقت صباح اليوم (السبت) روح الشهيد محمد آدم هارون (16 سنة) متأثراً بجراحه البالغة جراء إصابته برصاص حي في الرأس والرجل في #مليونية17 نوفمبر".

وشهد الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني سقوط أكبر عدد من القتلى بلغ 16 شخصاً، معظمهم في ضاحية شمال الخرطوم التي يربطها جسر بالعاصمة السودانية، حسب نقابة الأطباء المؤيدة للديمقراطية.

وبذلك، يرتفع عدد القتلى منذ بدء التظاهرات في 25 أكتوبر/تشرين الأول إلى 40، معظمهم من المتظاهرين.

المساهمون