انطلقت تظاهرات ليلية، اليوم السبت، في عدد من الأحياء بالعاصمة السودانية الخرطوم، وذلك للترويج لمليونية الأحد التي أطلقت عليها لجان المقاومة السودانية اسم "مليونية تحرير الخرطوم"، رفضاً للانقلاب العسكري.
وطاف شباب يحملون علم السودان عدداً من الأحياء، مرددين شعارات الثورة السودانية، للتذكير بمليونية الأحد التي من المقرر أن تنطلق من وسط الخرطوم، لتنفيذ اعتصام مفتوح أمام القصر الرئاسي، بهدف إجبار قادة الانقلاب العسكري على التنحي عن السلطة وتسليمها لحكومة مدنية كاملة.
ودعت لجان المقاومة السودانية، وأجسام مهنية ونقابية، في بيانات لها، إلى المليونية. فيما أعلن تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" دعمه لها. وتصادف المليونية الذكرى الثالثة لاندلاع شرارة الثورة السودانية في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، فيما تعد هي العاشرة من نوعها منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الذي قاده قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وفي مدينة عطبرة مهد الثورة، نظمت لجان المقاومة السودانية موكباً دعائياً تمثل في ركوب دراجات هوائية وانطلق من مباني سكة الحديد ليطوف المدينة، وذلك استعداداً للمليونية المخطط انطلاقتها في أكثر من 20 مدينة سودانية.
وفي مدينة بورتسودان شرقي السودان، دعا "حزب المؤتمرالسوداني"، أهالي المدينة، إلى المشاركة في موكب الأحد.
وسيّرت لجان المقاومة السودانية، صباح اليوم السبت، موكباً انطلق من مدينتي الحصاحيصا ورفاعة وسط السودان، متوجهاً إلى الخرطوم، حيث سيقطع المشاركون في الموكب مسافة تقدر بأكثر من 120 كيلومتراً مشياً على الأقدام، تمهيداً للانضمام إلى المليونية التي ستنظم الأحد في الخرطوم، فيما من المقرر أن تصل مواكب أخرى راجلة من الولايات القريبة للعاصمة.
وأكدت "تنسيقية لجان مقاومة ولاية الخرطوم"، أنّ مليونية 19 ديسمبر/كانون الأول "ستخرج لطعن الجلادين، وتحرير الخرطوم من براثنهم الانقلابية"، ورحبت، في بيان لها، بمن أسمتهم "الثوار الشرفاء القادمين إلى مدينة الخرطوم للمشاركة في معركة التحرير".
من جهته، حذر "تجمع المهنيين السودانيين"، من إقدام السلطات الانقلابية على إغلاق الطرق والجسور قبل المليونية، ومما يتوارد من أنباء عن عزم قادة الانقلاب قطع خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية كما حدث في الأيام الأولي من الانقلاب، مشيراً، في بيان له، إلى أنّ "الشعب السوداني عرف تلك التكتيكات السلطوية الفاشية، وهو قادر وجاهز لهزيمتها بالتنظيم والأدوات المبتكرة التي ظل يبدعها طوال ثلاثة أعوام".
وقبل أيام، أعلنت سلطات ولاية الخرطوم، إغلاق كبري النيل الأزرق الرابط بين الخرطوم والخرطوم بحري بحجة الصيانة، كما أعلن مجلس الوزراء السوداني، يوم غد الأحد، عطلة رسمية بمناسبة ذكرى الثورة، وهي إجراءات فسّرها البعض بأنها تأتي ضمن خطة لتقليل نسبة المشاركة في "مليونية تحرير الخرطوم".
الأمم المتحدة تحث الأمن السوداني على احترام "الحق في التجمع"
وحثّ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال في السودان، فولكر بيرتس، قوات الأمن السودانية، على "احترام الحق في حرية التعبير، والتجمع السلمي"، قبل يوم واحد من مليونية 19 ديسمبر.
وهنأ بيرتس في تغريدة له على "تويتر"، اليوم السبت، الشعب السوداني على ثورته، وعلى "شجاعته وتضحياته لتحقيق تطلعاته للديمقراطية والسلام".
On the eve of anniversary of the December revolution, I congratulate the Sudanese people for their courage and their sacrifices to realize their aspiration for democracy and peace. I urge the security forces to respect the right to freedom of expression and peaceful assembly.
— Volker Perthes (@volkerperthes) December 18, 2021
حمدوك: تراجع في مسيرة الثورة ينذر ببداية الانزلاق نحو الهاوية
في الأثناء، قال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، إنّ بلاده تواجه، اليوم السبت، تراجعاً كبيراً في مسيرة الثورة، "ما يهدد الأمن والوحدة والاستقرار، وينذر ببداية الانزلاق نحو الهاوية".
جاء ذلك في خطاب وجّهه حمدوك للسودانيين، اليوم السبت، بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة السودانية التي اندلعت في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018.
وأوضح رئيس الوزراء السوداني، أنه ما زال يعتقد جازماً بأنّ "الثورة يُمكن أن تمضي بحزم وعزم إلى غاياتها بالسير في طريق الحوار والتوافق الوطني"، وجدد الدعوة لقوى الثورة و"كل المؤمنين بالتحول المدني الديمقراطي بضرورة التوافق على ميثاق سياسي يُعالج نواقص الماضي، ويُنجز ما تبقى من أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي المُتعلقة بقضايا السلام، والأمن، والاقتصاد ومعاش الناس، وإكمال هياكل السلطة، وإقامة المؤتمر القومي الدستوري، وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة".
وجدد حمدوك، تمسّكه بـ"العدالة لشهداء الثورة، ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم والانتهاكات في حق شباب وشابات الثورة في كل بقاع السودان، والتمسك كذلك بشعارات الثورة، وبمدنية الدولة، وديمقراطية الحُكم".
كما دافع رئيس الوزراء السوداني عن اتفاقه السياسي مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كـ"حد أدنى"، حسب تقديره، "لحقن دماء السودانيين، ووقف عمليات الاعتقال السياسي وإطلاق سراح المعتقلين، وحماية حق الثوار والثائرات في التعبير السلمي عبر مختلف أدواتهم، عدا حماية منجزات تحققت على مدى العامين الماضيين من عمر الثورة، وصون البلاد من الانزلاق لعزلة دولية جديدة، والعودة إلى مسار التحول المدني الديمقراطي وقطع الطريق أمام قوى الثورة المُضادة، ومواصلة الحوار بين مختلف المكوِّنات لتقويم مسار الثورة والمُضي بخطى ثابتة في ما تبقى من عمر ومهام الانتقال".