الشرطة السودانية تفرّق متظاهري "مليونية ردّ الكرامة" عند محيط القصر الرئاسي بالغاز والقنابل الصوتية
دارت اشتباكات عنيفة في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الخميس، بين قوات الشرطة والمشاركين في مليونية "رد الكرامة" المطالبة بسقوط السلطة العسكرية في البلاد.
وانطلقت المليونية من محطة باشدار في العاصمة، وتوجهت نحو محيط القصر الرئاسي، فقابلتها قوات الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المحتجين، الذين رشق بعضهم الشرطة بالحجارة.
ودعت إلى المليونية لجانُ المقاومة السودانية، احتجاجاً على الاعتداءات المستمرة على المعلمين، عقب اندلاع التظاهرات الطلابية في عدد من المدن.
من جانب آخر نظم معلمون سودانيون، وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية ضد الاعتداءات المستمرة على المعلمين، وحمل المشاركون صوراً لضحايا الاعتداءات الشرطية وصور من قتلوا أثناء الاحتجاجات اليومية ضد الانقلاب العسكري.
وفي مدينة بورتسودان، خرج المئات من السودانيين وأغلقوا الطرق الرئيسة وأحرقوا إطارات السيارات القديمة للمطالبة بعودة الحكم المدني ورحيل العسكر عن السلطة، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
كما شهدت مدينة عطبرة مظاهرات مماثلة، وكذلك المناقل وسط السودان، والأبيض غربا، وكسلا شرق، وغيرها من المدن.
الشارع السوداني
نادر محمد، أحد المشاركين في الموكب بوسط الخرطوم، قال لـ"العربي الجديد"، إنه خرج اليوم في "مليونية" 17 مارس تقديراً وتعظيماً للمعلم السوداني المهان من قبل السلطة "الانقلابية الغاشمة"، التي استحقت "السقوط لأنها قتلت ونهبت وشردت واغتصبت ودمرت البلاد"، داعياً بـ"الويل والثبور لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان"، متسائلاً عن سبب واحد يدفع البرهان لـ"قتل أبناء شعبه"، مطالباً برحيله فوراً عن السلطة ومعه "طغمته الفاسدة".
من جهته يقول كمال كرار إن كل موكب من مواكب الثورة السودانية يدل على استمرار الثورة ولا رجعة للوراء، وإن اللاءات الثلاث التي رفعتها: "لا تفاوض لا مشاركة لا شرعية" هي فعل إيجابي على الأرض، مشيراً إلى أهمية الحكم المدني في السودان ووجود برنامج انتقالي يحقق أهداف وطموحات ثورة ديسمبر المجيدة.
وقتل في المليونيات التي نظمتها لجان المقاومة منذ وقوع الانقلاب في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما لا يقل عن 87 شخصاً، وأصيب المئات.
البرهان في كمبالا: حوار شامل
من جانبه، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن الحل للأزمة الحالية في بلاده "يجب أن يكون عبر الحوار الذي يشمل كافة ألوان الطيف السياسي والوطني".
وأضاف البرهان، خلال لقائه اليوم الخميس الرئيس اليوغندي يوري موسفيني في كمبالا، أن "الحوار يمكن أن يفضي إلى توافق وإجماع يكون بلسماً للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، ويضع أسساً راسخة للتحول الديمقراطي"..
ووصل البرهان إلى كمبالا اليوم في ثاني زيارة خارجية له عقب انقلابه على السلطة الانتقالية في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن زار الأسبوع الماضي دولة الإمارات.
وطبقاً لبيان من مجلس السيادة، فإن موسفيني نصح البرهان بضرورة "عدم إقصاء أي طرف في العملية السياسية داخل السودان"، وأكد على "ضرورة أن تكون الحكومة الانتقالية من تكنوقراط مستقلين لإدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية بحيادية تامة".
وحث موسفيني كافة الفاعلين السياسيين والوطنيين لـ"الانخراط في حوار شامل يفضي إلى حلول مرضية وعاجلة"، مبيناً أن "الانتخابات هي الحل لخروج البلاد من أزمتها"، على حد ما جاء في البيان.