قررت السلطات السودانية إخلاء المدن في إقليم دارفور من قوات حركات التمرد والمجموعات الأخرى، والبدء في تكوين قوات مشتركة لحماية المدنيين، والتصدي لأي مجموعات تهدد الأمن في الإقليم.
جاء ذلك في إجتماع، اليوم الأربعاء، بمدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، للمجلس الأعلى للترتيبات الأمنية بدارفور، ترأسه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وشارك فيه نائبه محمد حمدان دقلو، وقادة المجموعات المسلحة الموقعة على إتفاق سلام مع الحكومة الإنتقالية في عام 2020.
وقال رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، في تصريح صحافي، عقب نهاية الاجتماع، إنهم قرروا البدء منذ اليوم في تكوين القوات المشتركة "من الجيش والدعم السريع والشرطة والحركات المسلحة" لتقوم بمهمة حماية المدنيين طبقاً لاتفاق السلام، وعزا تأخير تنفيذ بند الترتيبات الأمنية لعدم توفر المعينات اللوجستية والمالية لتجميع القوات والصرف عليها.
وشهدت مختلف ولايات إقليم دارفور نزاعات قبلية ونهباً لمقرات المنظمات الدولية وانفلاتاً أمنياً بعدد من المناطق، ولقى عشرات الأشخاص مصرعم في تلك الأحداث.
وأكد البرهان أن الاجتماع قرر إبعاد أي قوات عن المدن في دارفور، والتصدي لأي مجموعة تثير الفوضى، وتوفير المناخ لعودة النازحيين إلى قراهم، والتخطيط لاستيعاب منسوبي الحركات المسلحة في القوات النظامية وكل أجهزة الدولة.
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إن القوات المسلحة وكل القوات النظامية والأطراف السياسية ملتزمة بعدم تسليم السلطة، إلا لمن يأتي عبر الانتخابات أو التوافق السياسي.
وأضاف في كلمة أمام ضباط الفرقة السادسة مشاة بالفاشر "نحن نريد تسليم السلطة لمواطنين سودانيين منتخبين من قبل الشعب لحكم السودان"، مؤكداً عدم قدرة أي شخص على المزايدة على تضحيات القوات المسلحة في كافة أنحاء البلاد، ونبه البرهان إلى ضرورة التصدي لما سمّاه حملات التضليل والتلفيق والكذب عبر وسائل التواصل الاجتماعي الضارة بأمن الوطن.
وفي خطاب له أمام ضباط وضباط صف وجنود الفرقة السادسة مشاة وقوات الدعم السريع بالفاشر، شدد نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو، على ضرورة فرض هيبة الدولة والاحتكام للقانون في مواجهة أي تفلت أمني حفاظاً على الأمن والاستقرار وعدم تكرار الأحداث السابقة واتهم بعض الأطراف المتفلتة بالعمل على زعزعة الأوضاع.
وقرر المجلس الأعلى للترتيبات الأمنية بدارفور في ذات الصعيد تغيير اسم القوة المشتركة ذات المهام الخاصة بدارفور إلى قوة حفظ الأمن وحماية المدنيين بدارفور، وكلف المجلس اللجان الأمنية في الولايات بتنفيذ خطط لإنهاء ظاهرة التسلح، ومنع حركة الدراجات البخارية والمركبات غير المقننة، ومنع دخولها إلى السودان من ليبيا، والتعامل مع النهب المسلح في المناطق الصحراوية.
وكانت مدينة الفاشر، التي شهدت مشاركة البرهان ونائبه في الاجتماع، قد شهدت اليوم تظاهرة مناوئة للزيارة، تصدت لها القوات الأمنية، وأصابت 4 أشخاص بجروح متفاوتة طبقاً للجنة أطباء السودان المركزية، كما اعتقلت السلطات 5 من القيادات الحزبية وأعضاء لجان المقاومة.