عاد التوتر إلى ولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي السودان، إثر تجدد الاشتباكات القبلية، التي أدت إلى مقتل 150 شخصاً، الأربعاء والخميس، حسب ما نقلته وكالة "فرانس برس" نقلاً عن مصدر طبي مطلع.
ومساء الخميس، تجددت الاشتباكات القبلية بعد هدوء خلال ساعات النهار.
وذكر شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن القتال الأكثر ضراوة يدور بأربع من قرى محلية ود الماحي بين البرتا والهوسا، وأن الأسلحة الثقيلة والخفيفة والبيضاء تستخدم في الاشتباكات، كما يتم تبادل إحراق المنازل.
وبحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس" نقلاً عن مصدر طبي، فقد لاقى 150 شخصاً مصرعهم، فيما جُرح 86 آخرون نتيجة اشتباكات قبلية بين قبائل الهوسا ومجموعة قبائل الفونج في منطقة ود الماحي بولاية النيل الازرق جنوب البلاد.
وقال مدير مستشفى ود الماحي، عباس موسى: "أمس (الاربعاء) واليوم (الخميس) قتل 150 شخصاً بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب، وأغلبهم مات نتيجة الحرق، كما جرح 86" آخرون.
وطبقاً لمعلومات "العربي الجديد"، فإن عدد القتلى مرشح للزيادة في منطقة ود الماحي، بؤرة النزاع الحالية، وسط حركة نزوح لآلاف الأسر الفارة من جحيم الاشتباكات، التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وشهدت مدينة الدمازين، مركز الولاية، نهار اليوم الخميس، تظاهرة احتجاجية تطالب بإنهاء العنف القبلي وإقالة حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة، لفشله في مهمة فرض الأمن ووقف العنف.
وتجمع المئات بوسط المدينة وأحرقوا إطارات السيارات القديمة وأغلقوا الطرقات، تعبيراً عن احتجاجهم على الأوضاع في الولاية، فيما شوهدت بعض التعزيزات العسكرية تصل للولاية.
وتعد الاشتباكات بين قبيلتي البرتا والهوسا، امتدادا لاشتباكات سابقة في يوليو/تموز الماضي، لقي فيها ما لا يقل عن 150 شخصاً مصرعهم وأصيب المئات وسط نزوح الآلاف للولايات القريبة.
ودعا عبد العزيز النور، أحد القياديين الأهليين بولاية النيل الأزرق، الحكومة المركزية والسلطات الولائية للقيام بواجبها كاملاً في حفظ الأمن وحماية الأرواح.
وأشار النور، بحديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن السلطات "لا تمتلك أي خطة لإنهاء الاقتتال وفرض هيبة الدولة، رغم وجود وحدات للجيش والشرطة والدعم السريع، وأن عمليات الكر والفر لا تزال مستمرة في عدد من قرى الإقليم".