استمع إلى الملخص
- الجنرال عبد الفتاح البرهان يتوعد برد قاسٍ على جرائم قوات الدعم السريع، مؤكداً على عدم التفاوض مع داعمي المليشيا وتورط مستشارها في محاولة الاستيلاء على السلطة.
- مجزرة ود النورة تعيد للأذهان مجازر سابقة وتسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة من قبل قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، مع تزايد الضحايا والنزوح.
أعلنت تنسيقية لجان مقاومة كرري شمال أم درمان، مقتل 22 مدنياً وإصابة 45 آخرين نتيجة قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع، اليوم الخميس، على عدد من الأحياء السكنية في مدينة أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وذكرت التنسيقية، في بيان نشرته على صفحتها في "فيسبوك"، أنّ "المنطقة شهدت قصفاً مدفعياً مكثفاً من مليشيا الجنجويد الإرهابية على عدد من الأحياء السكنية في أم درمان، محلية كرري، مما أدى إلى استشهاد 22 مواطناً، و45 إصابة متفاوته بين الحرجة والخفيفة، جارٍ الحصر والتأكد من بقية المناطق". وللإشارة، فإن الجنجويد هي المليشيات ذاتها التي تسمى حالياً قوات الدعم السريع، ويقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وكان سكان أم درمان قد بدأوا بالعودة إلى بيوتهم بعدما حقق الجيش تقدماً كبيراً في المدينة منذ فبراير/ شباط الماضي.
وارتكبت قوات الدعم السريع، أمس الأربعاء، مجزرة مروعة في قرية ود النورة بولاية الجزيرة وسط السودان، أودت بحياة ما يقرب من 100 شخص.
واليوم الخميس، توعّد رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، بأنّ الرد على "جرائم المليشيا بحق شهداء ود النورة سيكون قاسياً"، وأضاف خلال خطاب له، من قيادة الفرقة 18 مشاة بمدينة كوستي، أنّ الجيش "سيقاتل مليشيا الدعم السريع الإرهابية للنهاية حتى لو بقي آخر جندي في القوات المسلحة".
وأكد البرهان أنه "لا تفاوض أو جلوس مع داعمي المليشيا من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية أو تحالف الحرية والتغيير"، وذكر أنّ لدى الجيش فيديوهات موثقة تثبت تورّط المدعو يوسف عزت، وهو مستشار لقوات الدعم السريع، وشروعه في تسجيل ثمانية بيانات للإذاعة وخمسة بيانات للتلفزيون لإعلان الاستيلاء على السلطة، سيتم عرضها على الرأي العام قريباً.
وأعادت مجزرة ود النورة للأذهان مجازر أخرى وقعت منذ الخامس عشر من إبريل/ نيسان من العام الماضي، تاريخ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع. من أبرز هذه المجازر، مجزرة مدينتي الجنينة وأردمتا في ولاية غرب دارفور في يوليو/ تموز الماضي، التي قتل خلالها ما لا يقل عن 5 آلاف شخص، بحسب منظمات دولية. وقد صنفت هذه المجزرة جريمة حرب وإبادة جماعية ضد قبيلة المساليت بواسطة قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة. كما تعيد مجزرة ود النورة للأذهان ما حدث في نيالا وفي قرى أخرى بولاية الجزيرة مثل التكينة والحرقة وقرى الحلاوين.
وتعاني القرى في ولاية الجزيرة منذ انسحاب الجيش في ديسمبر/ كانون الأول الماضي من انتهاكات واسعة من قبل قوات الدعم السريع، التي أسفرت عن مئات الضحايا ونزوح مئات الآلاف من الولاية. ويزيد قطع شبكة الاتصالات عن أجزاء واسعة من الولاية صعوبة رصد كل الانتهاكات.