استمع إلى الملخص
- **محادثات السلام في جنيف**: انطلقت مباحثات لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بحضور ممثلي الدعم السريع ودبلوماسيين دوليين، مع غياب ممثلي الجيش.
- **الوضع الإنساني والأمني**: سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة سنجة، مما أدى إلى نزوح 726 ألف شخص، وتفاقم الأزمة الإنسانية، مع فتح معبر أدري الحدودي لإيصال المساعدات.
قتل 80 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح في هجوم شنته "قوات الدعم السريع"، أمس الخميس، على قرية جلنقي في ولاية سنّار بجنوب شرق السودان، وفق ما أفادت مصادر طبية وشهود عيان "وكالة فرانس برس"، اليوم الجمعة.
وأوضح مصدر طبي قائلاً "وصلَنا إلى المستشفى أمس 55 قتيلا وعشرات الجرحى، بينهم عدد من الحالات الحرجة، وتوفي منهم حتى صباح اليوم 25، ليرتفع العدد إلى 80" قتيلا. وقال أحد سكان القرية وهو يرافق ابنه المصاب إلى المستشفى "صباح أمس وصلت ثلاث سيارات مسلحة وأرادت اقتحام منازل القرية، وتصدى لهم الناس".
وأشار إلى أن المسلحين "انسحبوا (لكنهم) عادوا بقوة بأكثر من عشر سيارات، وأطلقوا النار عشوائيا على القرية"، ما أدى إلى سقوط قتلى. وأفاد المصدر ذاته بأن المسلحين أحرقوا منازل، بينما "ظلت بعض الجثث لساعات في العراء".
وأتى الهجوم غداة انطلاق مباحثات في سويسرا دعت إليها الولايات المتحدة سعيا لوقف إطلاق النار في الحرب التي اندلعت العام الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع. وحضر ممثلو قوات الدعم إلى جنيف في حين غاب ممثلو الجيش، لكن يتم التواصل معهم عبر الهاتف، وفق ما أكد المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو.
واشنطن تناشد الجيش السوداني الانضمام إلى محادثات السلام في جنيف
وناشدت الولايات المتحدة الجيش السوداني، اليوم الجمعة، الانضمام إلى المحادثات الرامية إلى تهدئة الصراع الطاحن في البلاد. وكتب المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، على موقع إكس، اليوم الجمعة: "تظل قوات الدعم السريع هنا مستعدة لبدء المحادثات، ويتعين على القوات المسلحة السودانية أن تقرر الحضور". وحضر دبلوماسيون من السعودية ومصر والإمارات والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المحادثات التي بدأت في وقت سابق من الأسبوع، وأرسلت قوات الدعم السريع وفدا.
وسيطرت قوات الدعم السريع في أواخر يونيو/حزيران الفائت على مدينة سنجة، عاصمة سنّار. وأدت المعارك في الولاية إلى نزوح نحو 726 ألف شخص، وفق المنظمة الدولية للهجرة، التي تفيد بأن سنّار كانت تستقبل أساسا أكثر من نصف مليون نازح بسبب الحرب بين الجيش والدعم السريع.
وتربط سنّار بين وسط السودان وجنوبه الشرقي الخاضع لسيطرة الجيش. في المقابل، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم الخرطوم وولاية الجزيرة (وسط)، وإقليم دارفور (غرب)، إضافة إلى مساحات واسعة من كردفان (جنوب).
واندلعت المعارك في منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
واتسع نطاق الحرب لتطاول مناطق واسعة، وأوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وفق الأمم المتحدة التي، على غرار منظمات غير حكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تندّد بعوائق تحول دون إتمام العمل الإنساني.
وأرغم النزاع أكثر من خمس السكان على النزوح، بينما يواجه نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان، "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وفق ما أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في يونيو/حزيران الفائت.
ورغم عدم مشاركة الجيش في المفاوضات في جنيف، قال بيرييلو لوكالة فرانس برس إن المحادثات حققت بعض النجاح، من خلال التركيز الدولي على السودان في وقت "كان فيه العالم يحول انتباهه بعيدا".
وأعلنت سلطات البرهان أن معبر أدري الحدودي مع تشاد سيعاد فتحه لإيصال المساعدات الإنسانية. وقال بيرييلو إن فتح المعبر "كان مطلبا أساسيا منذ أشهر لنقل المساعدات الإنسانية إلى بعض أجزاء دارفور الأكثر معاناة من المجاعة والجوع".
(فرانس برس، أسوشييتد برس)