التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، وشهد اللقاء تباحثاً حول عدد من الملفات الإقليمية في منطقة القرن الأفريقي، في مقدمتها تطورات ملف سد النهضة.
وبحسب الرئاسة المصرية، فقد أكد فيلتمان أنّ "الإدارة الأميركية جادة في حل تلك القضية الحساسة، نظراً لما تمثله من أهمية بالغة لمصر وللمنطقة والتي تتطلب التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة".
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان، إنّ السيسي "استعرض تفصيلاً تطورات قضية سد النهضة"، مؤكداً "أنه رغم النهج المرن لمصر في التعامل مع هذه القضية على مدار السنوات الماضية في مختلف مسارات التفاوض، والذي طالما قام على أساس السعي للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً يحقق مصالح كل من مصر والسودان وإثيوبيا، ويراعي حقوق ومصالح مصر وأمنها المائي ويمنع إيقاع الضرر بها، إلا أنّ جميع الجهود التي بذلت خلال عملية التفاوض لم تتوصل إلى الاتفاق المنشود نتيجة غياب الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر".
كما أكد السيسي أنّ مصر "ما زالت تسعى للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف وملزم قانوناً لملء وتشغيل سد النهضة، بما في ذلك من خلال مسار المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي بقيادة مقدرة من الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي"، مشدداً على أنّ "تلك القضية هي قضية وجودية بالنسبة لمصر التي لن تقبل بالإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها، ومن ثم أهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في حلحلة تلك الأزمة وحيوية الدور الأميركي للاضطلاع بدور مؤثر في هذا الإطار"، حسب ما جاء في البيان.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأنّ السيسي هنّأ المبعوث الأميركي على تعيينه في منصبه الجديد، متمنياً التوفيق له في تلك المهمة وفي التعامل مع قضايا المنطقة، بما يعزز من الأمن والاستقرار والتنمية بها، خاصةً في توقيت تواجه فيه منطقة القرن الأفريقي العديد من التحديات المعقدة التي تهدد بتقويض الاستقرار بها، ومن ثم أهمية انخراط الولايات المتحدة بشكل مكثف لاحتواء تلك التحديات.
وقد أكد السيسي "حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة في إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين الصديقين، والدور الحيوي لتلك الشراكة في تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية".
أكد فيلتمان "تثمين الولايات المتحدة للعلاقات الاستراتيجية مع مصر"
من جانبه؛ أكد فيلتمان "تثمين الولايات المتحدة للعلاقات الاستراتيجية مع مصر، وذلك في ضوء الثقل السياسي والدور المحوري الذي تتمتع به مصر في محيطها الإقليمي، بما يساهم في تحقيق التوازن بالمنطقة، وحرص الولايات المتحدة على دفع أطر التعاون بين البلدين الصديقين ثنائياً وإقليمياً".
وحضر اللقاء سامح شكري وزير الخارجية المصري، ووزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي والسفير الأميركي بالقاهرة جوناثان كوهين.
وزير الموارد والري: تحديات كبرى في مجال المياه
في سياق ذي صلة، قال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي، إنّ مصر "تواجه تحديات كبرى في مجال المياه، على رأسها الإجراءات الأحادية التي يقوم بها الجانب الإثيوبي في ما يخص سد النهضة، والتي تزيد من حجم التحديات التي تواجهها مصر في مجال المياه، فضلاً عن أنّ 97% من موارد المياه المتجددة تأتي من خارج الحدود".
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الري، في الجلسة الافتتاحية لملتقى "حوار المناخ" الافتراضي، والمنعقد تحت عنوان سبل تأقلم قطاع المياه مع التغيرات المناخية، والذي ينظمه "ائتلاف العمل من أجل التكيف"، وبمشاركة عدد من وزراء المياه وممثلي المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص بالعديد من الدول.
وأضاف عبد العاطي، في بيان صحافي، أمس الثلاثاء، أنّ مصر من أكثر بلاد العالم جفافاً، وتبلغ الفجوة المائية بها نقص 90% من الموارد المتجددة، ويتم التغلب عليها من خلال استيراد 54% من المياه الافتراضية وإعادة استخدام 42% من المياه المتجددة.
وأكد أنّ التغيرات المناخية تؤثر سلباً على قطاع المياه نتيجة للتقلبات المناخية الحادة، وما ينتج عنها من تقليل القدرة على التنبؤ بكميات المياه والتأثير سلباً على جودتها، وما ينتج عن ذلك من تهديدات للتنمية المستدامة وتهديد لحق الإنسان في الحصول على المياه.
ولفت إلى أنّ مصر تعد من أكثر دول العالم تأثراً بالتغيرات المناخية، نتيجة ارتفاع منسوب سطح البحر والتأثير غير المتوقع للتغيرات المناخية على منابع نهر النيل والعديد من الظواهر المناخية المتطرفة مثل موجات الحرارة والبرودة والسيول، وهو ما يمس العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وذكر أنّ من 12-15% من أراضي الدلتا الأكثر خصوبة تواجه مخاطر نتيجة الارتفاع المتوقع لمنسوب سطح البحر، وتداخل المياه المالحة والذي يؤثر على جودة المياه الجوفية، فضلاً عن التأثير على مجالات الموارد المائية والزراعة والأمن الغذائي والطاقة والصحة والمناطق الساحلية والبحيرات الشمالية.