السيسي يبحث مع لبيد "القبر الجماعي" لعشرات الجنود المصريين خلال حرب يونيو

11 يوليو 2022
أكد الجندي الإسرائيلي السابق أن جنوداً مصريين دفنوا في بئر بعد احتراقهم أحياء (Getty)
+ الخط -

بعد صمت دام أكثر من يومين على نشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تقريراً عن دفن الاحتلال أكثر من 70 جثماناً لجنود كوماندوز مصريين، بعد حرقهم أحياء في حرب يونيو/حزيران 1967، لتختفي أي علامات تحت موقف للسيارات في متنزه بلدة "ميني إزرائيل" في اللطرون المحتلة؛ أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً وصفه مراقبون بـ"الباهت"، يدعو إلى استيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات.

وقالت الخارجية المصرية، في بيانها: "رداً على سؤال بشأن ما تردد في الصحافة الإسرائيلية؛ اتصالاً بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967، فإنه تم تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية، وتقصّي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً عن الواقعة المذكورة (القبر الجماعي للجنود المصريين)، وإفادة السلطات في القاهرة بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة، إلى جانب مواصلة السفارة المصرية في إسرائيل متابعة هذا الموضوع".

من جهته، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، إن رئيس الوزراء يئير لبيد، تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هاتفياً، أمس الأحد؛ لبحث الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وتناول مستجدات القضية الفلسطينية، والحاجة إلى تهدئة الأوضاع".

وأضاف جندلمان، في بيان، أن "لبيد والسيسي اتفقا على الترتيب لعقد لقاء بينهما قريباً، بعدما أثار الرئيس المصري مسألة التقرير حول القبر الجماعي للجنود المصريين الذين قتلوا إبان حرب 1967".

قال لبيد إنه "أوعز إلى سكرتيره العسكري، اللواء أفي غيل، بفحص هذه القضية بشكل جذري، وإطلاع الجهات المصرية على المستجدات المتعلقة بها".

وتمنى السيسي النجاح لرئيس الوزراء الإسرائيلي في أداء منصبه، حيث تطرق الاتصال إلى اللقاء الأخير الذي جمعهما في القاهرة، وتحدثا خلاله عن طيف واسع من المواضيع، وفق البيان، الذي أشار إلى حديث "لبيد والسيسي عن قضايا ثنائية وإقليمية، في ظل الأهمية الكامنة لمعاهدة السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل، والتي وضعت أسساً للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين؛ لتشكل ركناً أساسياً في استقرار المنطقة".

وعبّر لبيد والسيسي عن "التزامهما بمواصلة تطوير العلاقات بين تل أبيب والقاهرة؛ بما في ذلك على الصعيد الاقتصادي".

وتباحث الاثنان في "الطرق التي يمكن من خلالها التغلب على التداعيات المترتبة عن الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا، في ما يخص موضوع الأمن الغذائي".

على الجانب الآخر، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن "السيسي ولبيد توافقا، في اتصالهما، على ترتيب لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف خلال الفترة المقبلة، من أجل إعادة تنشيط مفاوضات السلام؛ وتضم مصر، وإسرائيل، والرئيس الفلسطيني محمود عباس".

وبحسب راضي، أعرب لبيد عن تقديره لجهود مصر إزاء تحقيق الأمن والاستقرار والتعاون بالمنطقة. كما أكد السيسي "مواصلة بلاده جهودها لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، ومرجعيات الشرعية الدولية؛ بما يفتح آفاق التعاون والتنمية لجميع شعوب المنطقة". وشدد على "ضرورة استمرار التهدئة في الضفة وقطاع غزة، والعمل على مساعدة السلطة الفلسطينية في مختلف المجالات، وعلى وجه أخص المجال الاقتصادي".

وتوافق الاثنان على "فتح السلطات الإسرائيلية تحقيقاً كاملاً وشفافاً، بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية حول الجنود المصريين المدفونين في القدس منذ حرب عام 1967، وإطلاع السلطات المصرية على مستجدات الموضوع بغية الوصول إلى الحقيقة".

وكان تقرير لملحق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قد نقل عن الجندي الإسرائيلي السابق في الجيش، زئيف بلوخ (90 عاماً)، قوله إن "جثامين نحو 70 جندياً من الكوماندوس المصري، وربما عشرات الجثامين لجنود مصريين آخرين، دفنت في هذا الموقع، ولا أحد يعلم عن ذلك؛ إذ كان بلوخ مسؤولاً عن هذه المنطقة خلال الحرب، وأبقى هذا الأمر في سره لنحو 55 عاماً".

وأوضح الجندي الإسرائيلي السابق أن "جنوداً مصريين دفنوا في بئر بعد احتراقهم أحياء، بسبب امتلاء المنطقة بالأشواك والأعشاب العالية التي كانت تشتعل بسرعة". وأضاف: "قسم من جنود الكوماندوس المصريين كان في المكان، واحترق في الموقع، حيث اشتعلت النيران بسبب العيارات النارية؛ فيما تُركت جثامين الجنود المصريين تتعفن، ولم يتم إخراجها حتى اليوم، إو إعادة رفاتهم إلى مصر".

المساهمون