أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على موقف بلاده الثابت بالتمسك بحقوقها التاريخية من مياه النيل وبالحفاظ على الأمن المائي لمصر، مشدداً على "أهمية قيام كافة الأطراف المعنية بالانخراط في عملية التفاوض بجدية وبإرادة سياسية حقيقية للوصول لاتفاق شامل وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".
واستعرض السيسي موقف بلاده بشأن مستجدات ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي، خلال استقباله وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الذي وصل إلى القاهرة في زيارة تستغرق يومين، بدأها أمس السبت، قادما من السودان الذي وصل إليه عقب زيارة استمرت ليومين لإثيوبيا تطرق خلالها إلى أزمة سد النهضة مع نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ووزير الشؤون الخارجية، دمقي مكونن.
وتطرق لقاء السيسي، بلعمامرة، بحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير بسام راضي، إلى مناقشة تطورات عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأوضاع في ليبيا. و"توافقت الرؤى في هذا الصدد حول أهمية تعزيز أطر التنسيق المصرية الجزائرية ذات الصلة، وذلك لتحقيق هدف رئيسي وهو تفعيل إرادة الشعب الليبي من خلال دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومساندة الجهود الحالية لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا، وذلك من خلال تنفيذ المقررات الأممية والدولية ذات الصلة من حيث عقد الانتخابات في موعدها دون تأجيل خلال شهر ديسمبر/كانون الأول القادم، وخروج كافة القوات والمرتزقة من ليبيا".
كما تم التباحث بشأن تطورات الأوضاع في تونس، حيث تم التوافق على "دعم كل ما من شأنه صون الاستقرار في تونس وإنفاذ إرادة واختيارات الشعب التونسي الشقيق حفاظاً على مقدراته وأمن بلاده".
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن اللقاء تناول التباحث حول آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين، "حيث تم التأكيد على الإرادة السياسية والرغبة المشتركة لتعزيز أطر التعاون بين مصر والجزائر وتعظيم قنوات التواصل المشتركة، لا سيما على مستوى تيسير حركة التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات البينية، وكذا التنسيق السياسي والأمني وتبادل المعلومات في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف الذي يمثل تهديداً للمنطقة بأكملها".
وخلال اللقاء نقل الوزير الجزائري رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون، إلى السيسي أكد فيها على اعتزاز الجزائر بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، واهتمام الجزائر بتعزيز مجالات التعاون الثنائي مع مصر وتكثيف العمل لاستطلاع آفاق جديدة للتعاون.
وحمل لعمامرة رسالة من السيسي إلى تبون "أكد فيها على تطوير التعاون الثنائي مع الجزائر في شتى المجالات، وعلى نحو يعكس عمق أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين، وذلك في الإطار الثابت لسياسة مصر الساعية دائماً إلى التعاون والبناء والتنمية ودعم كل الجهود التي تسعى لبلوغ تلك الأهداف والقيم".
وكشفت مصادر مصرية خاصة مؤخرا، عن أزمة مكتومة في العلاقات بين الجزائر ومصر، بسبب ما وصفته بتحركات جزائرية من شانها إحراج مصر في ملف أزمة سد النهضة، من خلال تعاون وثيق مع إثيوبيا في مجال الموارد المائية، بخلاف توثيق العلاقات بين البلدين، بشكل يهدد مصالح مصر والسودان في أزمة السد داخل الجامعة العربية.