قالت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم الأربعاء، إن الشرطة ألقت القبض على 16 شخصاً الليلة الماضية على خلفية أعمال عنف في المدن، وهو ما يشير إلى مزيد من الانحسار في حجم الاحتجاجات التي اجتاحت الضواحي الفرنسية الفقيرة بعد مقتل شاب برصاص الشرطة الأسبوع الماضي.
وأطلق مقتل الشاب الفرنسي من أصول جزائرية نائل المرزوقي (17 عاماً) على يد شرطي في ضاحية نانتير الباريسية، في 27 يونيو/ حزيران الماضي، شرارة غضب اشتعلت فيها ضواحٍ ومدن فرنسية. ولأكثر من سبع ليالٍ من العنف، بدت فرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون وكأنهما أمام تحدٍ أقسى بكثير من تظاهرات السترات الصفراء أو احتجاجات رفع سن التقاعد.
وأشارت الوزارة إلى رصد 202 حريق في سلال مهملات ومنشآت أخرى في الشوارع، بالإضافة إلى إضرام النار في 159 مركبة.
وتعرضت أربعة مراكز تابعة للشرطة الوطنية والدرك أو الشرطة البلدية لهجمات من دون وقوع إصابات.
وحشد نحو 45 ألف شرطي الليلة الماضية، ولم يتعرض أي منهم لإصابات.
ورأى ماكرون، الثلاثاء، أن "ذروة" هذه الأعمال قد مرت مع اعتماده "الحذر الشديد".
وليلة السبت، ألقت الشرطة القبض على أكثر من 1300 شخص. وبدأت الأوضاع تهدأ يوم الأحد، إذ تراجع عدد الاعتقالات إلى 81 ليلة الثلاثاء، بحسب الوزارة.
واحتُجز الشرطي الذي أطلق النار على نائل، وهو يواجه تهمة القتل العمد.
غضب بعد تصريح لبرلماني عن "الأصول العرقية" للمحتجين
إلى ذلك، اتُّهم رئيس كتلة يمينية في مجلس الشيوخ الفرنسي اليوم بالإدلاء بتصريحات "عنصرية فجّة" بعد قوله إنّ الشبّان الذين شاركوا في أعمال شغب خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي، والذين يتحدّر بعضهم من أصول مهاجرة "رجعوا إلى أصولهم العرقية".
وأدلى رئيس كتلة حزب الجمهوريين في مجلس الشيوخ برونو روتايو بهذه التصريحات لإذاعة "فرانس انفو" في معرض تعليقه على أعمال شغب تخللت الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل الشاب نائل برصاص شرطي.
وقال روتايو إنّ هؤلاء الشبّان "هم حتماً فرنسيون، لكنّهم فرنسيون على بطاقة الهوية، ولسوء الحظ فبالنسبة للجيلين الثاني والثالث (من المهاجرين)، هناك ما يشبه العودة إلى أصولهم العرقية".
وانتقد روتايو أيضاً خطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتسريع دفع الأموال للسلطات المحلية للمساعدة في إعادة بناء ما تمّ تحطيمه من ممتلكات عامّة، قائلاً إنّ هذه المنشآت أُحرقت على أيدي "متوحشين".
وأضاف "هذه ضربة مزدوجة للشعب الفرنسي: لقد دفعنا ثمن بناء هذه المنشآت والآن يتعيّن علينا أن نعيد بناءها لأن هؤلاء المتوحشين أضرموا النار فيها".
ولقيت تصريحاته تنديداً من النواب.
وقالت النائبة ماتيلد بانو، رئيسة كتلة نواب حزب "فرنسا الأبية" اليساري في الجمعية الوطنية، إنّ تصريحات روتايو تنمّ عن "عنصرية فجّة".
بدورها، رأت النائبة كليمانتين أوتان أنّ "هؤلاء الناس الذين ينضحون عنصرية يتجرّأون على إعطاء دروس حول السلوك الجمهوري الجيّد".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)