استمع إلى الملخص
- **الصين وروسيا تستثمران في القاذفات الاستراتيجية والغواصات والأسلحة الأسرع من الصوت لتعزيز قدراتهما على الضربات بعيدة المدى، مما يشكل تهديداً للأراضي الأميركية.**
- **وسائل إعلام صينية ترد بأن الولايات المتحدة تبالغ في التهديدات لحشد الدعم من الكونغرس لتطوير أنظمة الأسلحة الحديثة، وتعزيز هيمنتها المتضائلة.**
علّقت الصين أمس الخميس على تقرير عسكري أميركي ذكر أنها، إضافة لدول أخرى مثل روسيا، تستعد لتكتيكات حرب هجينة غير مسبوقة تستهدف الولايات المتحدة. وكانت قيادة التدريب والعقيدة في الجيش الأميركي (TRADOC) قد أصدرت تقريراً الأسبوع الماضي، حذرت فيه من أن بكين وموسكو قد تهاجمان الولايات المتحدة بطرق غير تقليدية، وتعملان على تأسيس موطئ قدم داخل شبكات حيوية، بما في ذلك الأنظمة الحكومية والصناعة الخاصة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر التقرير أن الصين وروسيا تستثمران بنشاط في القاذفات الاستراتيجية والغواصات وحتى الأسلحة الأسرع من الصوت لتعزيز قدراتهما على الضربات التقليدية بعيدة المدى، مما يشكل تهديداً للأراضي الأميركية. وأكد التقرير أيضاً أن الصين وروسيا ودولاً أخرى تستثمر بشكل كبير في القدرات الهجينة وغير النظامية، مثل المعلومات والعمليات السيبرانية، لمهاجمة الأهداف والأنظمة السهلة داخل أراضي الولايات المتحدة وحلفائها.
وتعقيباً على ذلك، قالت وسائل إعلام صينية رسمية إنّ الولايات المتحدة تبالغ في ما يسمّى بالتهديد من الصين وروسيا من أجل حشد المزيد من الدعم من الكونغرس لتطوير أنظمة الأسلحة العسكرية الحديثة كجزء من استراتيجيتها لاحتواء الصين وتعزيز هيمنتها المتضائلة. ونقلت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية، الخميس، عن الخبير الصيني في مجال الطيران العسكري، فو تشيان شاو، قوله: "أحد الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تُبالغ في استخدام الكليشيه القديم لما يسمى بالتهديد من دول، بما في ذلك الصين، هو أن صواريخها العابرة للقارات تحتاج إلى التقاعد والترقية، ولكن ظهر العديد من المشكلات في ما يتعلّق بإطلاق برنامج جديد لتطوير الصواريخ العابرة للقارات، لذلك يحتاج الجيش الأميركي إلى التذرع بالفقر أمام الكونغرس للحصول على الدعم".
واعتبر المتحدث ذاته أن التقرير الأميركي، الذي يسلّط الضوء على التهديدات من الخصوم، يكشف أيضاً قلق الولايات المتحدة بشأن الحفاظ على هيمنتها المتناقصة. وأشار الخبير الصيني إلى أنّ تضخيم تهديدات الخصوم من شأنه أن يسهّل خطة الولايات المتحدة لتطوير الصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ الباليستية متوسطة المدى بشكل نشط، ثم نشرها حول الصين، مما يخدم استراتيجيتها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي.
يشار إلى أنّ التقرير العسكري الأميركي ذكر أن الصين وروسيا ستحاولان إخفاء تورطهما في هجمات هجينة، مع محاولة تجنب التصعيد إلى قتال واسع النطاق. ولفت إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا ستكون مفيدة على المدى الطويل، إذ إنّ موسكو اكتسبت خبرة كبيرة في عمليات قتالية واسعة النطاق، وأثبتت أن مجرد الصمود لفترة أطول من العدو هو خيار عسكري محتمل. كما جاء في التقرير أن الحرب في أوكرانيا أظهرت أن المعركة المقبلة سوف تتميّز بشكل بارز بحرب المعلومات والتركيز على التأثيرات متعددة المجالات، وستكون الحرائق مركز الثقل، مما يجعل الحماية أولوية والمناورة صعبة. وشددت قيادة التدريب والعقيدة في الجيش الأميركي في تقريرها على ضرورة تحسين عمليات التعبئة للاستجابة السريعة للتهديدات المعقدة، وقالت إنه من الممكن أن يساعد ذلك في زيادة الوعي بالتهديدات في المجالات كافة وتعزيز البنية الأساسية العسكرية في تحسين الاستعدادات.