أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، اليوم الإثنين، أن الجيش الصيني أرسل 71 طائرة وسبع سفن باتجاه تايوان على مدار 24 ساعة، وذلك في أكبر توغل صيني يعلن عنه حتى الآن.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إن 43 من تلك الطائرات عبرت خط المنتصف بمضيق تايوان، وهي منطقة فاصلة غير رسمية بين الجانبين تقع داخل منطقة الدفاع، في الوقت الذي تواصل فيه بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في تايوان إن هذا هو أكبر توغل لسلاح الجو الصيني في منطقة الدفاع التايوانية حتى الآن على الرغم من عدم وجود شعور بالخطر على الجزيرة التي تتعرض لضغوط متزايدة من الصين في السنوات القليلة الماضية.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها. وشكت تايوان مراراً، على مدى السنوات الثلاث الماضية، من الأنشطة العسكرية الصينية قربها مع سعي بكين للضغط على تايبه لقبول السيادة الصينية.
وقال الجيش الصيني، أمس، إنه أجرى تدريبات عسكرية على "توجيه ضربات" في البحر والمجال الجوي قرب تايوان، وذلك رداً على ما وصفه باستفزازات أميركية وتايوانية لم يحددها.
وقالت تايوان، التي ترفض بشدة مزاعم الصين بالسيادة عليها، إن التدريبات تظهر خرق بكين السلم الإقليمي ومحاولتها ترهيب الشعب التايواني.
وقال مسؤول تايواني كبير مطلع على الوضع الأمني في المنطقة لوكالة "رويترز" إن تقديرات الحكومة التايوانية تشير إلى أن "الاستفزازات" العسكرية الصينية جاءت للتعبير عن غضب بكين من قانون التفويض الدفاعي الأميركي الجديد الذي يعزز المساعدة العسكرية لتايوان.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن القوات الجوية الصينية أرسلت خلال التدريبات طائرات حربية من عدة مواقع في جميع أنحاء البلاد في محاكاة لهجمات على السفن الحربية التايوانية والأميركية.
ونفذت الصين مناورات حربية حول تايوان في أغسطس/آب بعد زيارة إلى تايبه قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي حينها نانسي بيلوسي. كما نددت بكين، السبت، بالولايات المتحدة بسبب تشريع جديد للدفاع يعزز المساعدة العسكرية لتايوان.
في السنوات الأخيرة، كثفت الصين المضايقات العسكرية لتايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، وأرسل جيش التحرير الشعبي التابع للحزب الشيوعي طائرات أو سفنًا باتجاه الجزيرة بشكل شبه يومي.
وقال مكتب رئيسة تايوان تساي إينغ وين، في بيان، إن تساي ستدعو لعقد اجتماع أمن قومي رفيع المستوى، صباح غد الثلاثاء، لمناقشة سبل تعزيز نظام الدفاع المدني في تايوان، يليه مؤتمر صحافي حول إجراءات الدفاع المدني الجديدة.
ولم يذكر البيان مزيدا من التفاصيل لكن وزارة الدفاع قالت إنها تدرس تمديد الخدمة العسكرية الإلزامية لما يزيد عن أربعة أشهر.
بين السادسة صباح الأحد والسادسة من صباح الإثنين، عبرت 47 طائرة صينية منتصف مضيق تايوان، وهي حدود غير رسمية قبلها الجانبان ضمنيًا، وفقًا لوزارة الدفاع الوطني التايوانية.
من بين الطائرات التي أرسلتها الصين نحو تايوان 18 طائرة مقاتلة من طراز (جيه-16) و11 مقاتلة من طراز (جيه 1) و6 مقاتلات من طراز (سو-30) وطائرات مسيّرة.
قالت تايوان إنها راقبت التحركات الصينية من خلال أنظمة الصواريخ الأرضية، وأيضاً من على متن سفن البحرية الخاصة بها.
من جانبه، قال شي يي، المتحدث باسم قيادة الطرف الشرقي بجيش التحرير الشعبي، في بيان صدر مساء الأحد: "هذا رد حازم على التصعيد والاستفزاز الحاليين بين الولايات المتحدة وتايوان".
وأعلن شي أن جيش التحرير الشعبي يقوم بدوريات قتالية مشتركة وتدريبات هجومية مشتركة في المياه المحيطة بتايوان.
كان شي يشير إلى مشروع قانون الإنفاق الدفاعي الأميركي، الذي يصف الصين بأنها تحدٍ استراتيجي.
في ما يتعلق بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ينص التشريع على زيادة التعاون الأمني مع تايوان ويتطلب تعاونًا موسعًا مع الهند بشأن تقنيات الدفاع الناشئة والجاهزية واللوجستيات.
غالبًا ما استخدم الجيش الصيني التدريبات العسكرية الكبيرة كدليل على القوة، ردًا على تصرفات الحكومة الأميركية لدعم تايوان.
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)