استمع إلى الملخص
- انطلقت الجنازة من مستشفى ثابت ثابت الحكومي، مروراً بمنزل الشهيد في حي المنشية، وصولاً إلى المسجد وسط المخيم، حيث ودّع الأهالي الجثمانين.
- الجنازة الرمزية لأبو شجاع كانت رداً على تنكيل الاحتلال بجثمانه، وتقدمها مقاومون مسلحون أطلقوا النار في الهواء تحدياً للاحتلال.
شيّع أهالي مخيم نور شمس شرق طولكرم، شمال الضفة الغربية المحتلة، اليوم الجمعة، جثمان الشهيد عايد أبو الهيجا (62 عاماً) بعد صلاة الجمعة، وأقاموا في الوقت ذاته جنازة رمزية لقائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس، محمد جابر (26 عاماً) المعروف بأبو شجاع.
وانطلق موكب الجنازة من مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم قبيل ظهر اليوم، متجهاً إلى منزل الشهيد في حي المنشية بمخيم نور شمس، الذي عانى اقتحام قوات الاحتلال الأخير لنحو 46 ساعة. بعد إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الشهيد، تم نقله إلى المسجد وسط المخيم.
في المسجد، ودّع الأهالي جثمان الشهيد أبو الهيجا، الذي غُطِّي بعلم فلسطين، ووُضِع بجواره مجسم رمزي لأبو شجاع، الذي غُطِّي براية حركة الجهاد الإسلامي. بعد صلاة الجمعة وصلاة الجنازة، انطلقت الجنازة نحو مقبرة المخيم، حيث وُورِي أبو الهيجا الثرى، بينما وُضِع الجثمان الرمزي لأبو شجاع قرب قبر شقيقه الشهيد محمود جابر، أحد مؤسسي كتيبة طولكرم.
الجنازة الرمزية لأبو شجاع كانت محاولة من الأهالي للرد على الاحتلال الذي نكّل بجثمانه، كما روى والده سامر جابر لـ"العربي الجديد". الجنود ألقوا الجثمان لساعات قرب حاجز نتساني عوز غرب طولكرم، قبل أن يتم نقله واحتجازه مع شهيدين آخرين استشهدا معه.
وتقدم الجنازة عددٌ من المقاومين المسلحين، الذين أطلق بعضهم النار في الهواء رسالةَ تحدٍّ للاحتلال، بعد اغتيال قائد الكتيبة أبو شجاع. أما عائلة الشهيد أبو الهيجا فروت لحظات عصيبة مرت بها منذ مساء الأربعاء، وقت استشهاده، وحتى عصر الخميس، حين تمكنت الطواقم من نقل جثمانه.
وقالت أسماء أبو الهيجا، زوجة ابن شقيق الشهيد عايد أبو الهيجا، والتي تسكن في الطابق العلوي من البناية ذاتها، لـ"العربي الجديد"، إن الشهيد كان يعاني مشكلة بالأعصاب نتيجة لضربه على رأسه خلال اعتقال قوات الاحتلال له سابقاً. لم يكن يقبل توجيهات العائلة بالبقاء داخل المنزل خشية عليه، وكان يريد دائماً الخروج. حاول عدة مرات فتح الباب والخروج فقط إلى أمام منزله، لكن العائلة كانت تخشى من هجوم جيش الاحتلال.
في المرة الأخيرة، عند السابعة من مساء الأربعاء، سمعت العائلة صوت الباب يفتح ثم صوت إطلاق نار. وعندما حاولت إعطاء أبو الهيجا طعاماً عبر النافذة، لم يرد على النداءات. فقررت ابنته القفز من النافذة إلى حديقة خلفية للمنزل، لتجد أن أبو الهيجا ممددٌ على الأرض، وسط تحليق طائرة مسيرة "درون".
ظل أبو الهيجا ممدداً ومضرجاً بدمائه، وجزء من دماغه على الفراش، لمدة تقارب 21 ساعة من دون أن يُسمح بنقل جثمانه. أحدث جيش الاحتلال فتحة في الجدار بين منزل عائلة أبو الهيجا والمنزل المجاور، واقتحم البيت بعد أن طلب من العائلة الخروج بالكامل، ثم صوَّر الجنود الجثة وقالوا "الحمد لله أنه مات"، قبل أن يخرجوا من دون السماح بنقل الجثمان إلا بعد ساعات طويلة، عبر مركبة صغيرة يستخدمها الهلال الأحمر الفلسطيني، وتعرف محلياً بـ"التوك توك".