كشفت مصادر مصرية مطلعة على متابعة ما يجري بشأن وقف إطلاق النار في غزة أن مفاوضات الوساطة الجارية بهذه القضية تمر بلحظة حرجة.
وقالت المصادر إن "هناك تصوراً جاهزاً لوقف إطلاق النار بمرحلة تمهيدية تصل لشهر"، مضيفة أنه عبر جهود الوسطاء جرى إحداث اختراق خلال الساعات الماضية بإمكانية القبول به شريطة ضمانات من الوسطاء بالوصول لاتفاق خاص بوقف دائم لإطلاق النار واعتبار أن هدنة الشهر، هي تعليق النار التمهيدي للتفاوض، مؤكدة أن الأمر حالياً متوقف على الضمانات.
وأوضح مصدر مصري، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أن اللقاءات التي أجراها بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، بالقاهرة بحثت "الضمانات" المطلوبة من جانب فصائل المقاومة في قطاع غزة".
اتفاق مرحلي للأسرى يتبعه وقف إطلاق النار في غزة
وأكد أن "فكرة الاتفاق المرحلي لإطلاق سراح الرهائن، يتبعه وقف إطلاق النار في غزة تلقى قبولاً لدى الإدارة الأميركية، التي ترفض في الوقت ذاته إعلاناً مسبقاً لوقف الحرب في اللحظة الراهنة".
مصادر: الدور المصري حالياً يركز بشكل أكبر على تصورات ما بعد انتهاء الحرب
وكشف المصدر أن حكومة الاحتلال في المقابل كانت تتمسك بالحصول على موافقة حركة حماس على إبعاد من تصفهم بالقيادات المتورطة في قرار السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي خارج القطاع، مشيراً إلى أن تمسك تل أبيب بهذا المطلب يرجع لكونه يتعلق بالهدف الأول الذي أعلنته بالقضاء على قيادة "حماس". وبحسب المصدر، فإن مطالب الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن تراجعت خلال الساعات الماضية.
ولفت المصدر إلى أن زيارة كبير مستشاري بايدن للقاهرة والدوحة وتل أبيب، من المقرر أن تحسم عدداً من النقاط العالقة، موضحاً أن هناك مسارعة من جانب الوسطاء من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت المصادر إن "الدور المصري حالياً، يركز بشكل أكبر على تصورات ما بعد انتهاء الحرب"، لافتة إلى أن "الوسيط القطري بات في اللحظة الراهنة المعني بشكل أوسع بتصورات ومقترحات صفقة تبادل الأسرى والخطوط العريضة لوقف إطلاق النار".
توافق على اقتران وقف النار باليوم التالي للحرب
وكشف المصدر المصري عن أن "المباحثات التي جرت مع مسؤولي الإدارة الأميركية وقيادة حركة حماس والوسطاء في الدوحة، خلال الأيام القليلة الماضية، شهدت التوافق على ضرورة اقتران قرار وقف إطلاق النار في غزة بالمشهد في اليوم التالي للحرب". وأشار إلى أن هناك "توافقاً كبيراً بين قيادة حماس والمسؤولين المصريين، على وضع أطر وآليات واضحة لإعادة الإعمار".
وكشف المصدر أن "مسؤولاً رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية زار القاهرة، السبت الماضي، بناء على طلب من المسؤولين في مصر، من أجل الاتفاق على رؤية واحدة قبل زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي إلى المنطقة".
وزار ماكغورك، مبعوث بايدن للشرق الأوسط، القاهرة أمس الأول الثلاثاء، للمشاركة في المفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وتصورات اليوم التالي لانتهاء الحرب.
وقدم ماكغورك -بحسب تقارير أميركية- خطة مثيرة للجدل، تربط بين إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب، والتطبيع بين إسرائيل والسعودية. ووفقاً لماكغورك، ستكون الخطة بمثابة "حافز لإعادة إعمار غزة، والذي من المقرر أن تشارك فيه السعودية ودول خليجية أخرى".
وبحسب المصدر، فقد أجرى المسؤول في السلطة الفلسطينية "مباحثات موسعة، انصبّت جميعها على طبيعة الدور الذي من الممكن أن تؤديه السلطة خلال المرحلة التي ستعقب الحرب، وكذلك المقترحات الأميركية لما يطلق عليها السلطة المحسنة".
وقال المصدر إن "مسألة التعديلات المقترحة لتحسين شكل السلطة الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، لم تعد قاصرة فقط على إقناع الحكومة الإسرائيلية بدور السلطة في إدارة غزة، ولكن الأمر بات متصلاً بالمشهد الكامل في اليوم التالي، إذ تشترط الدول العربية الاقتصادية الكبرى المشاركة، أو دعم عملية إعادة الإعمار، بالاتفاق على آلية تضمن استدامة استقرار الوضع في القطاع".
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، يوسف الشرقاوي رأى أن "المؤشرات على الأرض، لا توحي بإمكانية التوصل لاتفاق بشروط المقاومة، والمطلب الرئيس في هذه المطالب وقف الحرب نهائياً".
يوسف الشرقاوي: هناك خلاف ما بين المستوى السياسي والمستوى العسكري
في إسرائيل
وقال، لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن حادثة قتل 24 جندياً في عملية واحدة، قد عقدت تنفيذ مخرجات التفاوض، إلا إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تريد الخداع وتنفيذ صفقة تبادل ومن ثم استئناف الحرب، وهناك خلاف ما بين المستوى السياسي المتمثل بـ(رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو والمستوى العسكري، إذ يقول نتنياهو إنه من الصعوبة بمكان وقف الحرب ثم استئنافها".
من ناحيته، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري رخا أحمد حسن، لـ"العربي الجديد"، إنه "من الواضح من تصريحات وآراء الأغلبية العظمى من دول العالم، ضرورة وأهمية وقف إطلاق النار في غزة، ووقف ما تحدثه القوات الإسرائيلية المعتدية من كل أشكال الدمار والقتل والتجويع والنزوح القسري للفلسطينيين في قطاع غزة، وكذلك الخشية من مخاطر اتساع دائرة الصراع ليشمل أطرافاً أخرى، بما يُلحق أضراراً بالغة بمصالح جميع الأطراف، بما فيها إسرائيل والدول التي تدعمها".
وأضاف: "اتضح فشل إسرائيل في تحقيق ما تسعى إليه من تدمير قوة حماس العسكرية والسياسية، ومن ثم فلا مبرر لاستمرار القتال وهذا القتل والتدمير غير المسبوق. ولكن واشنطن حتى الآن متفقة مع إسرائيل على استمرار الحرب، حيث لم نسمع من أي مسؤول أميركي حديثاً عن وقف القتال".