وكالة الطاقة الذرية تشكو "العمى" في متابعة برنامج إيران النووي: لم نعد نعرف ما يجري

26 يوليو 2022
اتّهم رئيسي الغربيين بإثارة أزمة أثناء المفاوضات النووية (علي باليكشي/الأناضول)
+ الخط -

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء، إن المفاوضات النووية "يمكن أن تفضي إلى نتيجة إذا ما أبدى الطرف الآخر سلوكاً منطقياً"، في حين اشتكى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، في أحدث تصريحات له، من فقدان الوكالة "القدرة على معرفة ما يحدث" في المنشآت النووية الإيرانية، كما عاودت إسرائيل الحديث عن نيتها مهاجمة منشآت إيران النووية لوقف برنامجها النووي.

وقال الرئيس الإيراني، في كلمة أمام ملتقى لخطباء صلوات الجمعة في إيران، إن الاتفاق في المفاوضات "أكثر من أي شيء آخر بحاجة إلى إرادة الطرف الآخر"، متهماً، وفق التلفزيون الإيراني، الغربيين بـ"إثارة أزمة" أثناء المفاوضات النووية، من خلال إصدار قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية" ضد إيران في الثامن من الشهر الماضي.

من جانبه، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، مساء اليوم الثلاثاء، إن بلاده تبادلت الأسبوع الماضي "وجهات نظر بشكل جاد وبنّاء" مع الاطراف الأخرى بمفاوضات فيينا، المتوقفة منذ 11 مارس/آذار الماضي.

وأضاف باقري كني، في تغريدة، أن المنسق الأوروبي للمفاوضات إنريكي مورا، الذي يشغل منصب نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، "شاركنا أفكاره لإتمام المفاوضات"، وقال كني: "لدينا أيضا أفكارنا، سواء من حيث الشكل أو المضمون، للخروج بنتيجة في المفاوضات، سنشاركها". 

وانطلقت مفاوضات فيينا النووية في إبريل/ نيسان2021، لكنها مازالت تراوح مكانها، منذ أن توقفت في 11 مارس/ آذار الماضي. ومنذ ذلك الحين تستمر بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن عبر ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات وأطراف إقليمية أخرى. 

وأواخر الشهر الماضي، أجرى الوفدان الإيراني والأميركي مفاوضات غير مباشرة في الدوحة من خلال المنسق الأوروبي، وفيما تؤكد إيران أنها كانت "إيجابية"، عبّرت الإدارة الأميركية عن خيبة أملها من نتائجها. 

والسبت الماضي، شدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، إيمانوئيل ماكرون على أنّ "التوصل إلى اتفاق بالمفاوضات النووية رهن بحلٍّ كاملٍ للقضايا الخلافية مع الذرية الدولية، وتقديم ضمانات لالتزام الأطراف بالاتفاق، وتأمين المصالح الاقتصادية للشعب الإيراني". 

وكانت فرنسا إلى جانب ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة قد تقدمت بمشروع قرار أمام أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية، ينتقد طهران، ويدعوها إلى التعاون "الفوري" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن خلافاتها المتبقية حول ثلاثة مواقع إيرانية مشتبهة بممارسة أنشطة نووية سرية.

وبعد تبني القرار، ردّت إيران على الخطوة بإطفاء كاميرات مراقبة موضوعة في منشآتها النووية بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، فضلاً عن تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة.

غروسي يشكو

من جهته، اشتكى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، في مقابلة مع قناة "سي.إن.إن" الأميركية، من فقدان الوكالة القدرة على معرفة ما يجري في المنشآت النووية الإيرانية.

وقال غروسي إن الوكالة "ليس لديها أي معرفة بما إذا كانت إيران تطور سلاحاً نووياً"، داعياً إياها إلى ضرورة العمل على استعادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية "جميع قدراتها التفتيشية"، وبناء الثقة بشأن برنامجها النووي، عبر السماح لها بالقيام بأنشطة التفتيش.

وتابع أن أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران "مستمرة، وليس لدينا القدرة على رؤيتها، لا نعرف ما الذي يحدث هناك".

وبشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، وأنهت إيران معظم التزاماتها النووية، قال غروسي إنه على قناعة بأن مساحة التوصل إلى اتفاق "باتت تضيق"، موضحاً أن المفاوضات إذا لم تفضِ إلى "نتائج مرجوة، فسندخل في مرحلة من الشك بشأن البرنامج النووي (الإيراني)"، الذي قال إنه "يتقدم بسرعة كبيرة من دون وجود قدرات على التفتيش".

وأكد غروسي أن المفاوضات النووية "تمرّ بمرحلة حساسة"، داعياً إلى الانتظار لما يمكن أن يحدث خلال الأيام المقبلة، مع القول إن الفرصة "تتضاءل".

تبادل اتهامات بين طهران وواشنطن

في الأثناء، تبادلت كلّ من إيران والولايات المتحدة، خلال الساعات الماضية، رسائل عبر الإعلام، انتقدتا فيها الأخرى، إذ دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، اليوم الثلاثاء، إيران إلى "التعاون البنّاء والتخلي عن مطالب غريبة فرعية"، والتفاوض "بحسن نية بشأن اتفاق على الطاولة".

وأضاف برايس: "إننا جاهزون للعودة إلى الاتفاق النووي، بشرط أن تكون العودة متبادلة من قبل الإيرانيين أيضاً"، متهماً طهران بأنها "لم تبدِ أي استعداد أو رغبة في ذلك".

كما اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي مع نظيره الكوري الجنوبي، أمس الإثنين، إيران بطرح مطالب غير ذات صلة بالاتفاق النووي على المفاوضات الرامية إلى إحيائه، قائلاً إن "سلوكها لا يبشر بالخير".

ودعا بلينكن طهران إلى أن "تقرر عاجلاً ما إذا كانت تعتزم انتهاج حسن النية" في المفاوضات النووية.

من جهته، ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الثلاثاء، في تغريدة عبر "تويتر"، على التصريحات الأميركية الجديدة المنتقدة لطهران، بالقول إن بلاده ما زالت عضواً بالاتفاق النووي، معتبراً أن "الطرف الذي عليه أن يثبت حسن النية للعودة إلى الاتفاق النووي والالتزام به هو الإدارة الأميركية".

وأضاف كنعاني: "إننا ما زلنا متعهدين بالتوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام، يضمن لإيران المنافع المنصوص عليها بالاتفاق النووي".

إسرائيل تعاود تهديداتها

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر نظمته القناة 13 الإسرائيلية، إن إبرام اتفاق بين إيران والمجموعة الدولية لإحياء الاتفاق النووي "ليس قريباً". ومع ذلك، أكد غانتس أن التوصل إلى هذا الاتفاق "غير مستبعد أيضاً"، منتقداً المساعي الدولية للتوصل إلى "اتفاق سيئ" مع إيران.

وتابع الوزير الإسرائيلي: "إننا غير سعيدين بمثل هذا الاتفاق، لأنه سيكون مؤقتاً، وسيؤدي إلى ازدهار اقتصاد الإيرانيين، وسيمنحهم الشرعية".

وهدد غانتس باللجوء إلى استخدام القوة ضد برنامج إيران النووي، زاعماً: "قادرون على الضرب بقوة وتأخير البرنامج"، مشيداً في الوقت نفسه بتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء زيارته إلى إسرائيل منتصف الشهر الجاري، عندما قال إن الخيار العسكري ضد إيران "غير مستبعد، لكنه يبقى الخيار الأخير".

المساهمون