قال العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال لقاءات عدة في واشنطن، اليوم الثلاثاء، إن عدم التعامل مع أصل الصراع في فلسطين، وغياب "حل جذري لأساس المشكلة" سيؤديان إلى "اتساع دائرة العنف، وسيدفع الجميع الثمن".
ودعا ملك الأردن خلال لقائه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، لبحث التطورات الخطيرة في غزة، إلى تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والعمل على إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية ينهي دوامة العنف في المنطقة.
وشدد على ضرورة حماية المدنيين العزل، ومنع أية خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية أو قطاع غزة، محذرا من خطورة تداعيات الهجوم الإسرائيلي على رفح.
ودعا العاهل الأردني المجتمع الدولي إلى التحرك "وبشكل فوري" لمضاعفة حجم المساعدات وضمان إيصالها إلى القطاع بشكل دائم وكاف، للتخفيف من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي هناك، مؤكدا ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لتمكينها من القيام بدورها الإغاثي الحيوي ضمن تكليفها الأممي.
وفي لقاء، مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في واشنطن، اليوم الثلاثاء، أكد العاهل الأردني عبدالله الثاني ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره، خاصة الدول الكبرى والمؤثرة لمنع اتساع الصراع في الإقليم، مبينا أن استمرار توسع العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة سيكون له تداعيات إنسانية وأمنية كارثية، خصوصا في ظل الوضع الإنساني الخطير.
وشدد على رفض بلاده التام لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو لإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها أو فصلها عن الضفة الغربية، معتبرا أن الحلول العسكرية "لن تجدي نفعا وأن العنف يولد العنف، وأنه لا بديل عن الحل السياسي لتحقيق السلام العادل والشامل".
وأشار إلى أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام، هو حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وفي سياق متصل، حذر ملك الأردن في لقاء مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من توسع نطاق الحرب وتفجر الأوضاع في الضفة الغربية والقدس نتيجة استمرار العنف من قبل المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين.