استمع إلى الملخص
- أكد الملك على أهمية دعم الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات الإنسانية لغزة، مشيراً إلى دوره كرئيس لجنة القدس في تسهيل هذه الجهود.
- لم يتطرق الملك في خطابه إلى موقف الجزائر من تحول فرنسا بشأن قضية الصحراء، رغم الترقب الكبير حول هذا الموضوع.
طرح العاهل المغربي الملك محمد السادس، ليل الاثنين، خريطة طريق لـ"إقرار سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، تستند إلى ثلاثة منطلقات، في وقت لا يلوح فيه في الأفق أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وحدد العاهل المغربي، في خطاب ألقاه ليل الاثنين بمدينة تطوان (شمالي البلاد)، بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش (عيد الجلوس)، ما اعتبرها منطلقات لإيجاد حل نهائي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً أن تفاقم الوضع بالمنطقة يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع.
وقدم ملك المغرب منظوره لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع قائم على ثلاثة منطلقات، أولها "أنه إذا كان التوصل لوقف الحرب في غزة أولوية عاجلة، فإنه يجب أن يتم بموازاة مع فتح أفق سياسي كفيل بإقرار سلام عادل ودائم بالمنطقة".
وكمنطلق ثانٍ، اعتبر أن اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يتطلب قطع الطريق على المتطرفين من أي جهة كانوا. وشدد محمد السادس على أن إرساء الأمن والسلام بالمنطقة لن يكتمل إلا في إطار حل الدولتين تكون فيها غزة جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كمنطلق ثالث.
من جهة أخرى، قال العاهل المغربي إنّ "الاهتمام بأوضاعنا الداخلية لا ينسينا مأساة الشعب الفلسطيني الشقيق"، مفيداً بأنه بصفته رئيساً للجنة القدس عمل على "فتح طريق غير مسبوق لإيصال المساعدات الغذائية والطبية الاستعجالية لإخواننا في غزة". وتابع: "بنفس روح الالتزام والمسؤولية، نواصل دعم المبادرات البناءة التي تهدف إلى إيجاد حلول عملية لتحقيق وقف ملموس ودائم لإطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني".
وفيما حظيت القضية الفلسطينية باهتمام العاهل المغربي في خطاب ذكرى توليه الحكم إلى جانب أزمة الماء في البلاد والتدابير الاستعجالية لمواجهتها، كان لافتاً عدم تطرقه إلى ما أثارته وزارة الخارجية الجزائرية، الخميس الماضي، بشأن حصول تحول في موقف فرنسا من قضية الصحراء.
وسادت خلال الساعات الماضية حالة من الترقب بشأن مضمون خطاب العاهل المغربي بمناسبة مرور ربع قرن على توليه العرش، والذي يأتي هذه السنة في ظل تطورات جديدة في ملف الصحراء تتمثل بالأساس في تحول محتمل في موقف فرنسا بشأن اتجاه إعلان اعترافها بسيادة الرباط على الصحراء.
ولم يعلق المغرب حتى الآن رسمياً على موقف الجزائر التي كانت وزارة خارجيتها قد سارعت، الخميس الماضي، إلى إصدار بيان حاد اللهجة أعربت من خلاله عن "استنكارها الشديد" لقرار الحكومة الفرنسية دعم خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تحت سيادته لإنهاء النزاع في الصحراء، محذرة فرنسا من أن قرارها يتعارض مع "المصلحة العليا" للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة.