يغيب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن القمة الـ36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي التي ستنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي 18 و19 فبراير/شباط الحالي.
وسيمثل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، المغرب في القمة الـ36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، وكذا في المؤتمر الثاني لرؤساء دول وحكومات لجنة المناخ لمنطقة الساحل، الذي ينعقد اليوم الجمعة بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.
كما يضم الوفد المغربي المشارك في هذه القمة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والسفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، محمد عروشي، والسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال.
ولم يشارك العاهل المغربي في القمم الأفريقية على مستوى رؤساء الدول والحكومات منذ القمة الـ28، التي عقدت في نهاية يناير/كانون الثاني 2017، وهي القمة التي عرفت المصادقة على طلب عودة المغرب إلى عضوية الاتحاد الأفريقي، بعد 33 عاماً على خروجه من منظمة الوحدة الأفريقية.
ومقابل غيابه عن القمة الأفريقية الجديدة، يترقب أن يقوم العاهل المغربي، الإثنين المقبل، بزيارة رسمية إلى العاصمة السنغالية دكار، حيث ينتظر أن يجري مباحثات مع الرئيس ماكي سال تشمل بحث الأوضاع الإقليمية والقارية، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين التي تعتبر نموذجية.
كما سيدشن الملك محمد السادس برفقة الرئيس السنغالي مشروعين تم إنجازهما بتمويلٍ مغربي. وهما "قرية الصيادين" في دكار، ومركز للتكوين المهني في القطب العمراني الجديد ديامنياديو الذي يبعد 30 كيلومتراً عن دكار.
وتأتي الزيارة المرتقبة للعاهل المغربي لدكار، بعد أيام عن الزيارة الرسمية، التي أجراها إلى الغابون، الأربعاء الماضي، والتقى خلالها الرئيس علي بونغو أونديمبا، بالقصر الرئاسي في العاصمة ليبروفيل.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في المغرب، بأن الجانبين استعرضا خلال لقائهما وضع الشراكة الثنائية في جميع المجالات. كما شكلت مباحثات الطرفين "مناسبة للتأكيد على أهمية العلاقات العميقة والغنية والمتينة المتجذرة بين المغرب والغابون، وكذا أواصر الأخوة والتضامن القوية القائمة بين شعبي البلدين".
وخلال الزيارة، كان لافتاً إشراف العاهل المغربي بحضور رئيس الجمهورية الغابونية، على تسليم هبة تتكون من 2000 طن من الأسمدة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن هذه المبادرة التضامنية تندرج في إطار العناية التي تخص بها المملكة المغربية الفلاحين الغابونيين، ولا سيما في ظل السياق الحالي، الذي يتميز بالأزمة الغذائية العالمية وصعوبات التزود بالأسمدة.
ويطمح المغرب إلى استثمار ارتفاع الطلب العالمي على الأسمدة الزراعية جراء تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، لتعزيز قوته الناعمة على الصعيد الدبلوماسي ودعم قضاياه الأساسية عبر تقوية حضوره الاقتصادي في عدد من البلدان، مستفيداً من احتياطاته الضخمة من الفوسفات التي يحولها إلى أسمدة زراعية.
وفي ظل التغييرات الجيواستراتيجية التي يعرفها العالم، لا سيما المتعلقة بأزمة الطاقة والغاز والتغييرات المناخية، بدا لافتاً في الفترة الأخيرة توجه مغربي نحو نهج بات يعرف بـ"دبلوماسية الفوسفات"، باعتبار تلك الثروة المعدنية باتت تذكرة عبور إلى العديد من المناطق والبلدان، خصوصاً في أفريقيا، وورقة دبلوماسية مهمة لدفع العديد من البلدان لاتخاذ مواقف تتماشى مع مصالح الرباط العليا وقضاياها المهمة.
ويبرز رهان المغرب على الفوسفات خلال العام الحالي، لاستهداف أربعين دولة أفريقية، من خلال رفع صادراته من الأسمدة بنسبة تفوق 90 في المائة، وهو ما سيوفر 4 ملايين طن لدعم الأمن الغذائي بالقارة، وذلك بعدما منح نحو 500 ألف طن إلى دول أفريقية العام الماضي مجاناً أو بأسعار مخفضة.