كشف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر تشليك، اليوم الجمعة، أن القوات المسلحة التركية في وضع يمكنها من بدء عملية عسكرية شمال سورية بمجرد صدور الأوامر، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة، رداً على سؤال حول إمكانية إجراء عمليات عسكرية جديدة شمال سورية، وفق تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأوضح تشليك "نتابع التحركات في المنطقة، خلال السنوات السابقة كانت تصدر أوامر العمليات العسكرية وبعدها بشهر أو شهرين يتم تنفيذها"، مضيفاً "الوضع الحالي هو أن الأوامر عندما تصدر فإن الجيش مستعد على الزناد للقيام بالعمل العسكري، فالجيش التركي مستعد للعمليات مع صدور الأوامر فوراً".
ولفت المتحدث ذاته إلى أن مسألة "الحفاظ على عمق 30 كيلومتراً من الحدود مسألة حساسة وهامة جداً، وعندما ترى الحكومة أي تحرك من الإرهابيين تعتبره تهديداً ويدفعها للتحرك الفوري"، مشيراً إلى أنه "كانت هناك محاولة لتأسيس دويلة إرهابية هنا لولا العمليات العسكرية كانت ستكون واقعاً جرى تدميره بفعل القوات المسلحة"، في إشارة إلى المناطق المحاذية لتركيا التي يسيطر عليها الأكراد في سورية.
وكان أردوغان قد كشف أنه سيناقش الموضوع السوري مع ترامب عندما يلتقيه، وقال لدى عودته من زيارة إلى المجر قبل أيام "سأناقش الانسحاب الأميركي من سورية وأطلب من أميركا خفض الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية وأعتقد أن محادثاتي مع ترامب ستمهد لذلك". وأكد الرئيس التركي عزم بلاده المضي بحزم من أجل "القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه"، مشيراً إلى مواصلة تركيا ملاحقة المسلحين على عمق يتراوح بين 30 و40 كيلومتراً شمالي سورية والعراق. وشدد أردوغان على أن تركيا لن تتردد أبداً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي.
وتعتبر تركيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، والتي تشكل عصب "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور في تركيا، وتصنف تركيا هذه الجهات على أنها "منظمات إرهابية" وتعمل على مكافحتها عبر القصف واغتيال قياداتها.
تركيا تراقب عودة ترامب
من جهة أخرى، تطرق متحدث العدالة والتنمية إلى التعيينات التي أُعلن عنها في الإدارة الأميركية القادمة، كاشفاً أن أردوغان "أصدر تعليمات لوضع وزراء الحكومة خريطة طريق بمجرد تولي إدارة ترامب السلطة، ومن خلال تعليمات خريطة الطريق هذه، تقوم الوزارات المعنية بإعداد خرائط الطريق الخاصة بها، من الأمن إلى التجارة الخارجية إلى القضايا العسكرية". وأردف "نحن أيضاً نراقب المواعيد، كما نعلم أن بعض الشخصيات المعينة أدلت ببعض التصريحات السلبية عن الرئيس أردوغان، ويتم تحليل ذلك، فقد يتبنون موقفاً سلبياً، نحن نتابع أيضاً السيرة الذاتية لهؤلاء عن كثب".
وشدد "نحن بحاجة إلى رؤية الخطوات التي ستتخذها هذه الأسماء في ما يتعلق بتركيا، وكان هناك حديث أن الحروب ينبغي ألّا تطول، نأمل أن تُتّخذ الخطوات بعدالة، ترامب ليس شخصاً لا نعرفه. كان لديه مشاكل قانونية مع رئيسنا عدة مرات، خطط عملنا جاهزة ونأمل أن تكون هناك نتيجة مبنية على الحوار".
وعرفت العلاقات التركية الأميركية تذبذباً كبيراً في السنوات الأخيرة، وبعد التقارب التركي الأميركي عقب الحرب الروسية في أوكرانيا عام 2022، ورغبة توسعة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدخول السويد وفنلندا وقبول تركيا دخولها مقابل شروط عدة، تم تمرير صفقة مقاتلات "إف ـ 16" جديدة وتحديث قرابة 80 مقاتلة عاملة في تركيا.