العدوان الإسرائيلي على لبنان| تنديد دولي وعربي ودعوات للتهدئة

30 سبتمبر 2024
دمار جراء غارة إسرائيلية على منطقة الشياح في لبنان، 29 سبتمبر 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان والتهديد بشنّ عملية برية، تتواصل المساعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وسط إدانات عربية ودولية للاعتداءات الإسرائيلية. وفي السياق، دانت الصين استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على سيادة لبنان واستهداف المدنيين، وحثت جميع الأطراف المعنية، وخاصة إسرائيل، على اتخاذ إجراءات فورية لتهدئة الوضع ومنع الصراع من التصعيد والخروج عن السيطرة.

وقالت وسائل إعلام صينية، اليوم الاثنين، إن المجتمع الدولي قلق بشأن التصعيد بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وإن التساهل الأميركي يبتعد عن الإجماع العالمي. ولفتت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في افتتاحيتها إلى أن وزارة الخارجية الصينية أصدرت بياناً، الأحد، قالت فيه إن الصين تعارض انتهاك سيادة لبنان وأمنه، وتعارض وتدين أي عمل ضد المدنيين الأبرياء، وتعارض أي خطوة من شأنها تأجيج العداء وتصعيد التوترات الإقليمية، وأشارت إلى أن الأولوية الملحة هي تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وإنهاء القتال في غزة في أقرب وقت ممكن، وحماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بجدية.

وذكرت الصحيفة أن ردود الفعل من مختلف الأطراف تؤكد الموقف المشترك للمجتمع الدولي في إدانة إساءة استخدام القوة، والتعبير عن القلق العميق إزاء الضربات عبر الحدود في لبنان والأزمة الإنسانية الناتجة عنها، وقالت إنه على عكس العديد من قادة الدول الأخرى، صرح الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الضربة الإسرائيلية التي قتلت حسن نصر الله كانت "إجراءً للعدالة". وأضافت أن هذا يظهر مرة أخرى أن تساهل الولايات المتحدة هو الذي أدى إلى التصعيد المستمر للوضع في الشرق الأوسط اليوم، باعتبار أن واشنطن تلعب دوراً رئيسياً يسمح أو يتسامح أو حتى يحرض على تصعيد هذه الأزمة، لافتة إلى أن تساهل الولايات المتحدة غير المعقول والأنانية هما اللذان مكنا من امتداد الأزمة، الأمر الذي سيبعدها وإسرائيل عن الإجماع الرئيسي للمجتمع الدولي.

من جهتها، قالت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست إن وتيرة الهجمات الإسرائيلية المتزايدة ضد حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى استهداف جماعة الحوثي في اليمن، باتت تثير مخاوف من أن القتال في الشرق الأوسط قد يخرج عن نطاق السيطرة ويجر إيران والولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيسي، إلى مواجهة مفتوحة، ولفتت إلى أنه خلال أسبوع واحد فقط أدت الضربات الإسرائيلية المكثفة في لبنان إلى مقتل سبعة من كبار القادة والمسؤولين من جماعة حزب الله المسلحة والقوية، بما في ذلك زعيم الجماعة حسن نصر الله. وقد تركت هذه الخطوة لبنان ومعظم دول الشرق الأوسط في حالة من الصدمة، في حين احتفل المسؤولون الإسرائيليون بتحقيق اختراقات عسكرية واستخباراتية كبرى. وأضافت أن الضربات الأخيرة في لبنان واغتيال نصر الله على وجه التحديد تمثل تصعيداً كبيراً في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط.

السعودية: للحفاظ على سيادة لبنان

إلى ذلك، أعلنت السعودية، مساء الأحد، أنها تتابع بـ"قلق بالغ" تطورات الأحداث في لبنان الذي يشهد غارات إسرائيلية متواصلة وعنيفة، بعد يومين من استشهاد نصر الله، مؤكدة ضرورة "الحفاظ على سيادته". وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس)، بياناً لوزارة الخارجية، جاء فيه "تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ تطورات الأحداث الجارية في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وتؤكد على ضرورة المحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية"، في أول رد فعل سعودي رسمي منذ اغتيال الأمين العام لحزب الله، الجمعة، في هجوم تبنته إسرائيل.

ودعت المملكة، وفق "فرانس برس"، "المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه حماية الأمن والسلم الإقليمي، لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب ومآسيها".

وقفة في المغرب تضامناً مع لبنان وغزة

وفي المغرب، شارك عشرات المغاربة، مساء الأحد، في وقفة بمدينة طنجة (شمال)، للتعبير عن دعمهم لفلسطين ولبنان، إثر القصف الإسرائيلي المستمر على البلدين منذ قرابة عام، مخلفاً عشرات آلاف من الضحايا. وذكر مراسل الأناضول أن المحتجين بمدينة طنجة رددوا شعارات تطالب بإسناد فلسطين ولبنان وضرورة إيقاف إسرائيل التي "تنتهك" سيادة الدول. ومن بين الشعارات التي رددها المحتجون: "تحية شعبية.. للمقاومة اللبنانية"، و"الصهيوني عدو بلادي"، و"هبت روح الحرية.. وزغرودة غزاوية"، و"للشهيد تحية.. وللأسير تحية.. وللجريح تحية"، كما حملوا لافتات كُتب على بعضها: "فلسطين أمانة.. والتطبيع خيانة"، و"من غزة إلى لبنان.. مقاومة لا تهان".

كما ندد المحتجون بـ"اغتيال" الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضي. وأدان المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها هيئات مدنية، مثل الهيئة المغربية للدعم والنصرة (غير حكومية)، الدعم الغربي المستمر لإسرائيل.

مجلس التعاون الخليجي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار

من جهته، دعا مجلس التعاون الخليجي، مساء الأحد، إلى وقف "فوري" لإطلاق النار وتجنب التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وأكد دعمه "المستمر" لسيادة لبنان وأمنه واستقراره. وفي بيان للأمانة العامة للمجلس، شدد الأمين العام جاسم محمد البديوي على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وضرورة تجنب التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وحماية المدنيين وضبط النفس"، وشدد أيضاً على "تجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية والحيلولة دون اتساع دائرة النزاع في المنطقة".

وأكد البديوي على مواقف المجلس "الثابتة مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره"، كما أكد على ما جاء في البيان الوزاري لدول مجلس التعاون في دورته الـ161، التي عقدت في التاسع من سبتمبر/ أيلول الحالي في العاصمة السعودية الرياض، والذي دعا إلى "ضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701".

(العربي الجديد، فرانس برس، الأناضول)

المساهمون