شنّ مقاتلو حزب "العمال الكردستاني"، بعد منتصف ليل الأربعاء–الخميس، هجوماً على قوة تابعة لـ"البشمركة" الكردية في محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وقال المسؤول في قيادة قوات "البشمركة" الكردية، بهرام عريف ياسين، إنّ مقاتلي "العمال الكردستاني" هاجموا قوة من "البشمركة" في منطقة براودست التابعة لبلدة سيدكان شمالي أربيل، موضحاً، في حديث لوسائل إعلام كردية، أنّ الحزب استخدم قاذفات صواريخ، ورشاشات متوسطة، وأسلحة أخرى خلال الهجوم.
ولفت المسؤول الأمني الكردي إلى ردّ قوات "البشمركة" على الهجوم، دون حدوث خسائر بين صفوفها.
وأكدت مصادر أمنية كردية أنّ قرى تابعة لبلدة سيدكان، ومناطق أخرى في محافظة دهوك، لا تزال تشهد توتراً أمنياً بسبب وجود مقاتلي حزب "العمال الكردستاني"، موضحة، لـ"العربي الجديد"، أنّ هذا التوتر زاد منذ انطلاق العمليات العسكرية التركية ضد الحزب، الشهر الماضي.
ولفتت المصادر إلى أن وجود عناصر الحزب بين المدنيين يسبب مضايقات للسكان المحليين الذين اضطر بعضهم إلى ترك منازلهم القريبة من مواقع القتال، مبينة أنّ استمرار القتال يربك الأوضاع الأمنية والمعيشية في بعض مناطق أربيل ودهوك.
وكشفت المصادر عن أنّ مسلحي الحزب "يحاولون الاستقرار في بلدات جديدة بإقليم كردستان؛ لتعويض خسائرهم في الأراضي التي فقدوها بعد انسحابهم منها إثر تقدم الجيش التركي في البلدات الحدودية مع تركيا".
ونشرت قوات حرس الحدود العراقية، الثلاثاء، أربع نقاط عسكرية في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، في ظل استمرار القتال بين الجيش التركي وحزب "العمال الكردستاني" شمالي البلاد.
ولا يقتصر وجود الحزب على القرى والمناطق التابعة لإقليم كردستان، إذ لا يزال الحزب يعزز صفوفه في مدينة سنجار غربي محافظة نينوى (شمالي العراق)، رغم مرور نحو سبعة أشهر على اتفاق أبرم بين الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل، لتطبيع الأوضاع في سنجار، واخراج القوات غير النظامية منها، ومن ضمنها حزب "العمال الكردستاني".
وقال القائد في قوات "البشمركة" المسؤولة عن سنجار، قاسم دربو، إنّ الحزب "يواصل الزيادة في أعداد المسلحين التابعين له، ما سبّب قلقاً وخوفاً كبيرين لدى سكان المدينة"، مبيناً، في تصريح صحافي، أنّ الحزب وعد بمنح الأشخاص الذين ينضمون إلى صفوفه مبالغ مالية.
وتابع: "ذلك عبارة عن عملية احتيال يقوم بها حزب العمال بحق أهالي سنجار بهدف إغراء الفقراء والمحتاجين بالمال كي ينضموا إلى صفوفه"، مضيفاً: "يسعى حزب العمال الكردستاني إلى زيادة عدد مسلحيه في سنجار بشتى السبل، بينما يبدي كثيرون ندمهم بسبب الانضمام إلى الحزب، ويحاولون ترك صفوفه، لكنهم لا يجدون السبيل إلى ذلك".
ووصف الأوضاع في سنجار بأنها "سيئة للغاية"، في ظل وجود مخاوف من احتمال حدوث مواجهات بين القوات التركية وحزب "العمال الكردستاني" في المدينة التي يرغب سكانها في المغادرة الفورية لمقاتليه، بحسب قوله.
والسبت الماضي، شهدت مدينة سنجار توتراً أمنياً عقب اقتحام عناصر من "وحدة حماية سنجار" التابعة لحزب "العمال الكردستاني"، مقراً أمنياً عراقياً، واعتدوا على عناصره واقتادوا ضابطاً برتبة نقيب إلى جهة مجهولة.