أعلن، مساء أمس الثلاثاء، عن تشكيل تحالف سياسي عراقي جديد تحت مسمى "تحالف قوى الدولة"، عبر اندماج تحالفي "النصر" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، و"تيار الحكمة"، بزعامة رجل الدين عمار الحكيم، لخوض الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
التحالف الذي حمل تسمية "قوى الدولة" بدت أنها محاولة لمواكبة توجهات الشارع العراقي وخاصة فيما يتعلق بمواجهة الفصائل المسلحة الحليفة لطهران وتحديها للدولة أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، يرأسه عمار الحكيم، فيما تسلم العبادي رئاسة المجلس القيادي للتحالف، ويضم التحالف قوى أخرى بعضها قدم نفسه على أنه منبثق من رحم ساحات التظاهر الشعبية في العراق.
ويهدف التحالف بحسب أعضاء فيه على كسب قوى وتكتلات أخرى لكسب مكان مريح خلال التفاوض على تشكيل الحكومة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات المقررة في العاشر من أكتوبر المقبل.
ووفقاً لمصادر من داخل التحالف فإن التكتل الجديد قد يستقطب قوى أخرى للتحالف معهم لمواجهة المعسكر الحليف لطهران المتمثل بتحالفي الفتح"، و"دولة القانون"، بزعامة كل من هادي العامري، ونوري المالكي.
ومن أبرز الذين يعتبرهم التحالف الجديد مقربين منه التيار الصدري الذي قرر زعيمه مقتدى الصدر، أخيراً، العدول عن قرار مقاطعة الانتخابات.
ووفقاً للبيان التأسيسي للتحالف فإنه "إثر محادثات بناءة، واشتراكاً بالرؤية السياسية تجاه أزمات الدولة وسبل إنقاذها، تم الاتفاق على تشكيل تحالف انتخابي سياسي بين ائتلاف النصر وتحالف قوى الدولة والقوى المنضوية ضمن إتلافهما، تحت اسم (تحالف قوى الدولة الوطنية)".
وأضاف أن "التحالف الجديد قوة سياسية وطنية وسطية تؤمن بالدولة وتعمل لترسيخ مبادئها وبُنيتها، وتعمل لتعزيز هيبة وسيادة مؤسساتها الشرعية تجاه كل ما يحيط بها من أزمات داخلية وخارجية"، مشدداً على "أهمية أن تكون العملية الانتخابية القادمة نزيهة وعادلة، وممثلة بصدق عن إرادة الشعب، وتؤسس لحياة سياسية سليمة تنقذ النظام والدولة من أزماتها".
وشدد "سنعمل للدولة، ولسلامة الوطن والشعب"، مشيراً إلى أنه "يتبنى منهج بناء الدولة وتقويتها، وصولاً إلى بناء دولة مؤسسات فاعلة تأخذ على عاتقها ترسيخ أسس القانون والنظام وخدمة المجتمع".
رئيس التحالف عمار الحكيم، قال في كلمة له خلال إعلان المؤتمر، "إننا في تحالف قوى الدولة نقدم البرنامج الانتخابي الواضح والمعلن. لدينا مرشحون لمجلس النواب ذوو قوة وعزيمة وإرادة، ولدينا التاريخ الذي يؤهلنا لهندسة المرحلة المقبلة برؤية وطنية ودراية"، مشدداً "نحن أدرى بالتحديات والفرص، ونحن أعرف بإمكانات من حولنا في المشهد السياسي العراقي".
واعتمد التحالف الجديد على كسب شخصيات ذات تأثير مجتمعي، في خطوة منه لتحقيق مكاسب انتخابية.
النائب السابق عن التحالف الوطني، رزاق الحيدري، أكد لـ"العربي الجديد"، أن "التحالف الجديد لديه حظوظ كبيرة في التنافس الانتخابي، وقد عمد إلى اختيار شخصيات بعيدة عن التحزب، هي شخصيات عشائرية مؤثرة ولديها حظوظ بالفوز، وهذا يعد نجاحاً لهم"، مؤكداً أن "التحالف اختار التوقيت الزمني المناسب لإعلان نفسه، وهذه الفترة المتبقية على إجراء الانتخابات مهمة جداً، وتأتي ضمن المدة القانونية المحددة من قبل مفوضية الانتخابات لإعلان التحالفات".
وأشار إلى أن "انبثاق التحالفات هو مشهد طبيعي قبل الانتخابات، وأن القوى السياسية تحاول التسويق لنفسها، بعناوين كبيرة لكسب الشارع الذي يبحث عن تحالفات مؤهلة لقيادة الدولة، وأن تقدم شخصيات كفؤة".
وتجري القيادات السياسية في العراق حوارات فيما بينها، للتقارب بشأن تشكيل تحالفات جديدة، في خطوة لتشكيل "الكتلة الكبرى"، وهي الكتلة الأكثر بعدد المقاعد البرلمانية، والتي تشكل الحكومة.
وكانت المفوضية المستقلة للانتخابات العراقية، قد أعلنت نهاية يوليو/ تموز المنصرم، قائمة التحالفات النهائية المسجلة لديها لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدة أن القائمة ضمن 24 تحالفا.