يستعد أنصار القوى المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية، التي أجريت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لإنهاء حركة الاحتجاجات الواسعة التي نظموها منذ نحو شهرين لرفض النتائج، مؤكدين أنهم سينسحبون من أماكن الاعتصام يوم السبت المقبل.
ومنذ ما يزيد عن شهرين ينفذ المئات من أنصار الكتل السياسية المنضوية ضمن "الإطار التنسيقي"، اعتصاماً أمام المنطقة الخضراء تخللته احتجاجات ومناوشات مع قوات الأمن في عدة مرات، لرفض نتائج الانتخابات والمطالبة بإلغائها.
وأصدرت ما تعرف بـ"اللجنة المنظمة للتظاهرات والاعتصامات الرافضة لنتائج الانتخابات"، ليل الثلاثاء-الأربعاء بياناً خاطبت فيه المعتصمين بالقول "تابعنا وإياكم قرار المحكمةِ الاتحاديةِ القاضي بالمصادقة على نتائج الانتخابات، وبغض النظر عن الضغوط التي تعرض لها القضاء من أجل تمرير مهزلة النتائج، فإننا نمتلك من الشجاعة ما يكفينا لنحيط القضاء العراقي بأن التاريخ لا يرحم والأجيال ستبقى شاهدة على ما حصل"، في إشارة إلى إصرارهم على كون الانتخابات تعرضت للتزوير والتلاعب.
وأوضح البيان "نتعهد بالانسحاب قريباً بعد أن نكمل عهدنا مع قادة النصر الشهداء في ذكراهم السنوية القريبة يوم السبت المقبل"، في إشارة إلى الذكرى الثانية لمقتل قائد "فيلق القدس"، في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بضربة جوية أميركية مطلع عام 2020.
وجاء بيان "اللجنة المنظمة للتظاهرات والاعتصامات الرافضة لنتائج الانتخابات" رداً على دعوة وجهها "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى معترضة للنتائج للمعتصمين، أمس الثلاثاء، طالبهم فيها بالانسحاب وإنهاء مظاهر الاحتجاج أمام بوابات المنطقة الخضراء.
وفي السياق، أكدت مصادر سياسية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن قرار إنهاء الاعتصامات جاء لترطيب الأجواء قبل ذهاب وفد "الإطار التنسيقي" إلى النجف للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مبينة أن الوفد يأمل خلال زيارته المقررة اليوم الأربعاء التوصل إلى تفاهمات أولية مع التيار يمكن أن تفضي إلى تشكيل حكومة تشترك فيها أغلب القوى "الشيعية" الفائزة.
وأكد القيادي في جماعة "عصائب أهل الحق"، المنضوية ضمن "الإطار التنسيقي"، سعد السعدي أن الصدر وجه دعوة للقيادات في الإطار قيس الخزعلي وهادي العامري وفالح الفياض لحضور اجتماع في منزل زعيم التيار الصدري بالنجف اليوم الأربعاء.
وأشار في تصريح صحافي إلى أن هذا الاجتماع يعد مكملاً للقاء الأول الذي عقد بمنزل العامري في وقت سابق من الشهر الحالي، مبينة أن "هذه الاجتماعات تهدف للوصول إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة".