أغلقت السلطات المحلية في مدينة طوزخورماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، مقرا تابعا لحزب "العمال الكردستاني" على خلفية اتهامات لعناصر بالحزب باختطاف فتيات من أجل تجنيدهن للقتال ضمن صفوفه.
وأكدت مصادر أمنية في البلدة، لـ"العربي الجديد"، أن قرار الإغلاق جاء استجابة لضغوط شعبية واسعة مورست منذ أيام بسبب ثبوت قيام الحزب باختطاف فتيات قاصرات، ومحاولة إرسالهن إلى معاقله في منطقة قنديل بإقليم كردستان من أجل القتال ضمن صفوفه، مشيرة إلى أن "العمال الكردستاني" غير مرحب به في المدينة إلا أن وجوده في طوزخورماتو جاء كنتيجة للعلاقة الوطيدة التي تربطه ببعض فصائل "الحشد الشعبي" التي تسيطر على المنطقة منذ سنوات.
وتقع طوزخورماتو على الحدود بين محافظتي صلاح الدين وكركوك، وكانت في السابق تتبع لمحافظة كركوك، إلا أن تعديلات إدارية أجريت عام 1976 ضمتها إلى محافظة صلاح الدين، وتوجد فيها 3 قوميات هي العرب والكرد والتركمان، وتشهد انتشارا لفصائل بـ"الحشد الشعبي" منذ تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي قبل 6 سنوات.
ونقلت وسائل إعلام كردية عن مصادر مطلعة قولها إن حزب "العمال الكردستاني" مارس خلال الفترة الماضية عمليات خطف طاولت قصر وأطفالا في بلدة طوزخورماتو، موضحة أن الحزب يعمل تحت عنوان "حركة حرية المجتمع الكردستاني".
وبينت أن "العمال الكردستاني" يستغل مقره الواقع في حي "كوماري"، وسط البلدة، (طوزخورماتو)، من أجل ممارسة نشاطاته، مؤكدة أنه يعمل بالتنسيق مع مليشيات مسلحة.
وأشارت إلى أن الحزب اختطف أخيرا فتاتين وحاول إرسالهما إلى منطقة قنديل، لكن الأهالي اتصلوا بقوات الأمن التي منعت نقلهما وأعادتهما إلى ذويهما.
وقال ضابط مركز شرطة "كوماري"، الرائد فاضل محمد، إن المركز تلقى بلاغا يوم الاثنين الماضي، باختفاء فتاتين بعمر 14 و15 عاما، مشيرا في إيجاز صحافي، إلى التوصل للفتاتين قبل إدخالهما إلى محافظة السليمانية في إقليم كردستان.
ويتهم عناصر حزب "العمال الكردستاني"، المصنف في تركيا على أنه منظمة إرهابية، بالتسبب في توتر أمني بمناطق وجوده في إقليم كردستان، وكذلك في مدينة سنجار، غربي محافظة نينوى، المتنازع عليها بين بغداد وإربيل.
وقال قائممقام الموصل (مركز محافظة نينوى)، زهير الأعرجي، إن المتنفذين يسيطرون على سنجار، ويمنعون نازحيها من العودة إليها، موضحا أن السلاح المنفلت في المدينة يمنع قائممقام سنجار من الدخول إليها لممارسة عمله.
وشدد على ضرورة وجود إجراءات صارمة من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد التي طالبها بإجراءات ضد هؤلاء المتنفذين، في إشارة إلى مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" الذين ما زالوا يسيطرون على سنجار وقرى محيطة بها.
وأكد عضو البرلمان العراقي عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ديار برواري أن "العمال الكردستاني" موجود في إقليم كردستان، وكذلك في مناطق عراقية أخرى خارج الإقليم، موضحا، لـ"العربي الجديد"، أن "الكردستاني" يعمل أحيانا بشكل مباشر، أو من خلال أحزاب قريبة منه في أحيان أخرى.