أصدرت قوات الأمن العراقية، اليوم الإثنين، بيانين منفصلين، أكدت فيهما القضاء على عدد من مسلحي تنظيم "داعش"، خلال عمليتين أمنيتين منفصلتين تم تنفيذهما في محافظتي نينوى وكركوك شمالي البلاد، في وقت متزامن مع عملية مماثلة في صحراء الأنبار غربي العراق لقوات الجيش، أسهمت في الكشف عن مخبأ لتنظيم "داعش"، يحوي أسلحة ومواد متفجرة.
وخلال الأشهر الأخيرة، لجأت القوات العراقية إلى أسلوب جديد في تتبع وملاحقة خلايا تنظيم "داعش"، المنتشرة شمال وغربي البلاد، بالاعتماد على المعلومات الاستخبارية المسبقة وتجنيد المتعاونين من السكان المحليين، بدت أكثر نجاحاً من الاعتماد على الحملات العسكرية، بحسب مراقبين ومختصين بالشأن الأمني في البلاد.
ووفقاً لبيان أصدره جهاز الأمن الوطني، وهو واحد من بين ستة أذرع أمنية فاعلة في البلاد، إلى جانب الجيش والشرطة المحلية والشرطة الاتحادية، وجهازي المخابرات ومكافحة الإرهاب، فقد تم اعتقال 11 إرهابيا في مناطق متفرقة من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.
وأضاف البيان أن قوات أمنية، وبناء على معلومات مسبقة، تمكنت من إلقاء القبض على 11 عنصراً إرهابياً ينتمون لصفوف عصابات "داعش" في مناطق متفرقة من الموصل"، على حد وصف البيان، الذي أكد أن أحد المعتقلين كان يعمل بصفة مقاتل في "ديوان الجند"، فيما توزعت مهام الآخرين بين ديواني "الغنائم" و"الحسبة" ضمن ما يسمى بولايتي نينوى ودجلة.
خلال الأشهر الأخيرة، لجأت القوات العراقية إلى أسلوب جديد في تتبع وملاحقة خلايا تنظيم "داعش"، المنتشرة شمال وغربي البلاد، بالاعتماد على المعلومات الاستخبارية المسبقة وتجنيد المتعاونين من السكان المحليين، بدت أكثر نجاحا من الاعتماد على الحملات العسكرية، بحسب مراقبين ومختصين بالشأن الأمني في البلاد
ولفت إلى أن "المعتقلين اعترفوا بارتكابهم جرائم طاولت المواطنين، فضلاً عن مواجهة واستهداف القوات الأمنية بالعبوات أثناء معارك تحرير الموصل".
وبالتزامن، أعلنت الشرطة العراقية في كركوك اعتقال 4 إرهابيين من تنظيم "داعش"، في عملية وصفتها بالنوعية بمحافظة كركوك 250 كم شمالي البلاد.
وقال بيان للشرطة، الاثنين، إنه "عملية نوعية تمخض عنها إطاحة أربعة عناصر ينتمون لتنظيم "داعش" الإرهابي، تتوزع مهامهم بما يسمى دواوين الجند، والمساجد، والشرطة الإسلامية ضمن ولاية كركوك".
وأشار البيان إلى "تدوين أقوالهم أصولياً، بعدما اعترفوا بتنفيذهم عمليات عدة استهدفوا فيها القوات الأمنية، وقد أحيلوا جميعاً إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات العادلة بحقهم".
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان قوات الجيش العثور على مخبأ أسلحة ومتفجرات ضخم يتبع لتنظيم "داعش"، في صحراء الأنبار الحدودية مع سورية غربي البلاد.
الخبير بالشأن الأمني العراقي سعد الحديثي قال إن الشهرين الماضيين في تتبع خلايا تنظيم "داعش" والمتورطين معه "بدت أكثر نجاحا من الأسلوب السابق في تنفيذ الحملات العسكرية الضخمة القائمة على تمشيط المناطق وتفتيشها والتدقيق بهوية السكان".
وأضاف الحديثي أن "الاعتماد على الجهد الاستخباري وإقامة شبكات تواصل مع السكان، وتتبع تحركات المشتبه بهم، أفضل أمنيا وأقل كلفة وتعبا من تنظيم الحملات الضخمة التي لم يثبت نجاحها".
وأشار الخبير ذاته، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن نشاط مسلحي تنظيم "داعش" يكاد ينحصر في المناطق الشمالية والشمالية الغربية ضمن بادية نينوى، وخاصة تلك التي لها نقاط التقاء مع الحدود السورية، ما يؤكد الحاجة إلى "بذل المزيد في مسألة إغلاق الحدود العراقية، وحث قوات النظام ومسلحي "قسد" على أداء ما عليها في الملف الأمني الحدودي الذي يتشاركان السيطرة عليه".
وأمس الأحد، طالب عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، عبد الخالق العزاوي، بتعزيز قدرات القوات الأمنية في مناطق محافظة ديالى شمال شرقي البلاد، وأوضح أن تنظيم "داعش" لجأ إلى استخدام عمليات القنص ضمن أنشطته الإرهابية، مضيفا، في إيجاز صحافي له من داخل البرلمان ،أن "قراءتنا للمشهد تؤكد أن التنظيم يعمل على تعزيز قدراته في إطار محاولات العبث بالأمن والاستقرار الداخلي".