في وقتٍ تعد فيه الحكومة العراقية بحسم المعركة مع تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، خلال الفترة القريبة المقبلة، تشير الوقائع على الأرض عكسَ الوعود الحكومية، إذ إنّ التنظيم يحقق تقدماً سريعاً على الأرض، ويخضع مناطق جديدة لسيطرته، وسط غياب لخطة عسكرية حكومية واضحة، لتحرير أيٍّ من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وخلال الأيام الماضية، حقق "داعش" تقدماً خطيراً في محافظة صلاح الدين، وخصوصاً في مدينة سامراء، التي لم يستطع اختراقها، حتى في أوج قوته عند اكتساحه المدن العراقية في يونيو/ حزيران الماضي، كما اخترق مدينة الرمادي في الأنبار، واستطاع أن يفرض سيطرته على ناحية الوفاء، بعد أن عجز لعدة شهور عن ذلك، كما حاصر منطقة الـ 160 في مدينة الرمادي، فضلاً عن تقدمه بناحية هيت.
ورأى عضو لجنة الأمن البرلمانية، شوان محمد طه، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحديث عن تحرير الموصل في الوقت الحالي لا يستسيغه العقل، لأن عملية التحرير ليست عملية هجوم فقط، القضية تحتاج إلى خطة مدروسة، وإعداد من كافة النواحي، واتخاذ إجراءات استباقية، وقطع خطوط الإمداد للعدو وغيرها، وهذا كله غير متوفر حالياً".
وشدّد طه على أنّ "عملية تحرير الموصل يجب أن يسبقها تحرير تكريت، لأنّ خطوط إمداد التنظيم في الموصل تعتمد على تكريت، لذا يجب قطعها"، لافتاً إلى أنّ "النقطة الرئيسية في نجاح تحرير المدينة، تبدأ من أهالي الموصل أنفسهم، وتشكيل فرقة من الضباط المهمشين، وإعادة هيكلة المنظومة الدفاعية من داخل الموصل، وإعادة ثقتهم بالحكومة ليحصل التكاتف داخل وخارج المدينة".
بدوره، قلل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، من "قدرة الجيش العراقي على حسم المعركة"، وقال الجبوري في تصريح صحافي، إنّ "الإمكانات المتاحة للجيش والقوات الأمنية الأخرى، لا تؤهلها لحسم المعركة مع "داعش"، هذا هو الواقع، وأنّ الجهد الدولي الذي لم يتجسد سوى بالإسناد الجوي، ينبئ بأنّ المعارك مع التنظيم قد تأخذ مدى واسعاً، ولا تحسم في الفترة القريبة المقبلة".
وأكّد الجبوري أنّ "لا وجود لخطة عسكرية واضحة الجدية، لإسعاف الناس في المناطق التي سيطر عليها داعش".
إلى ذلك، اعتبر النائب عن محافظة نينوى أحمد الجربا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "تحرير الموصل يعتمد على غلق الحدود مع سورية، وأنّ أي خطوة نحو الهجوم على الموصل، لا يُكتب لها النجاح إلّا بعد السيطرة على الحدود".