اتفق رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، ورئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان البارزاني، على أهمية الاستمرار في إجراء الحوار "سبيلاً وحيداً" لحل جميع الإشكالات، فيما أكد الأخير دعم الإقليم لحكومة السوداني وتنفيذ برنامجها.
ومساء اليوم السبت، استقبل السوداني البارزاني والوفد المرافق له بمكتبه ببغداد، وعقد الجانبان اجتماعاً بحثا فيه عدداً من الملفات.
ووفقاً لبيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، فإنه "جرى خلال اللقاء التباحث في أهم المواضيع والملفات على المستوى الوطني، وسبل تعزيز الجهود الحكومية الهادفة إلى النهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي للعراقيين جميعاً".
وأضاف أنه "تم التأكيد على أهمية الاستمرار في اتخاذ الحوار سبيلاً وحيداً لحل جميع الإشكالات، وأن يكون الدستور الحاكم في هذا الحوار، وهو ما تحقق من خلال الاتفاق النفطي الأخير بين وزارة النفط في الحكومة الاتحادية ووزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان العراق، الذي يمثل تطوراً مهماً وتقدماً في حل المشاكل التي تراكمت بلا حلول جذرية، تأخذ بعين الاهتمام المصالح العامة لجميع مكونات الشعب العراقي".
بدوره أكد بيان لرئاسة إقليم كردستان العراق أنّ "البارزاني جدد دعم الإقليم لرئيس الوزراء وحكومة العراق وتنفيذ المنهاج الحكومي والاتفاق السياسي لائتلاف إدارة الدولة"، مبيّناً أنّ "السوداني شكره لدور البارزاني وجهوده الحثيثة لتقريب الأطراف وحلحلة المشاكل"، مؤكداً على "أهمية استمرار حوار حكومة الإقليم وحكومة بغداد لمعالجة المشاكل".
وأشار إلى أنّ "الجانبين اتفقا على ضرورة تنفيذ اتفاقية البدء بإعادة تصدير نفط الإقليم ودعم الأطراف السياسية في مجلس النواب لعبور قانون الموازنة المالية العامة للعراق، وأكدا كذلك على التعاون المشترك بين أربيل وبغداد في المجالات كافة".
ووصل البارزاني ظهر اليوم إلى بغداد، وأجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين والقياديين السياسيين، أبرزهم رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، فضلا عن لقائه بزعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، وزعيم "تيار الحكمة" عمار الحكيم.
وبحث مع تلك الأطراف عدداً من الملفات المهمة، منها البرنامج الحكومي لحكومة السوداني، والملفات المشتركة بين بغداد وأربيل وسبل حلها، فضلاً عن ملفات سياسية أخرى.
وتشهد العلاقة بين بغداد وأربيل خلال الفترة الأخيرة تطوراً غير مسبوق، إذ تم تجاوز الكثير من الخلافات، وأبرزها ملف تصدير نفط الإقليم، ووقّعت الحكومة العراقية في بغداد، مع حكومة إقليم كردستان العراق، الثلاثاء الماضي، على اتفاقية نهائية تقضي بأن تتولى بغداد عملية الإشراف الكامل على تصدير النفط من حقول الإقليم، وهو ما يسمح باستئناف تصدير النفط مجدداً عبر ميناء جيهان التركي.
وكان التصدير قد توقف فعلياً منذ إصدار هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية، حكماً لصالح بغداد يقضي بإيقاف تصدير إقليم كردستان العراق النفط عبر تركيا لعدم وجود إذن من بغداد.