من المقرَّر أن تشهد مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوب العراق، اليوم الجمعة، تظاهرات شعبية واسعة، للمطالبة بتنفيذ الوعود الحكومية، والكشف عن مصير الناشطين المختطفين. وبينما تتوافد أعداد من أبناء عدد من المحافظات المجاورة إلى المدينة من أجل المشاركة في التحركات، منذ ليل أمس الخميس، نشرت الحكومة المحلية مئات من عناصر الأمن في المدينة، خوفاً من وقوع صدامات.
وتُعدّ الناصرية من أكثر مدن جنوب العراق تنظيماً للاحتجاجات، وقد شهدت نهاية العام الماضي ومطلع هذا العام موجة احتجاجات واسعة، تخللتها أعمال عنف وصدامات شبه يومية، تسببت بوقوع مئات القتلى والجرحى من المتظاهرين.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجّه ناشطون من المحافظة دعوات للتجمع في ساحة اعتصام الحبوبي (وهي الساحة الأبرز) في الناصرية، اليوم الجمعة، للمطالبة بالكشف عن مصير المختطفين، ومنهم سجاد العراقي.
ندعوكم للمشاركة بالتظاهرة يوم غداً الجمعة في ساحة أعتصام الحبوبي للمطالبة بالكشف عن مصير المختطف #سجاد_العراقي.#الحرية_لسجاد_العراقي
— الحبوبي بيتي 🇮🇶 (@Alhubube) November 19, 2020
واختُطف الناشط سجاد العراقي في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، وهو أحد أبرز ناشطي ساحات التظاهر في المحافظة، فيما لم تستطع الحكومة الكشف عن مصيره حتى الآن.
ومنذ ليل أمس الخميس، تجمّع المئات من أهالي المحافظة في الساحة، وأقدموا على قطع عدد من الجسور والشوارع وأحرقوا الإطارات فيها، فيما لم تستطع القوات الأمنية منعهم.
متظاهرو #الناصرية يقومون بقطع الجسور وتقاطع البهو احتجاجاً على عدم معرفة مصير #سجاد_العراقي . pic.twitter.com/GdpOoU0pfC
— زيدالفتلاوي (@zaidalftlay) November 19, 2020
#العراق
— Mustafa AL Dulaimi (@Mustafa1D99ai8) November 19, 2020
متظاهري الناصرية يغلقون جسري النصر والحضارات وسط المدينة مطالبين بالكشف عن مصير سجاد العراقي. pic.twitter.com/1FJNVARGk0
كذلك وصل المئات من ثوار عدد من المحافظات، وخصوصاً البصرة، إلى الساحة، وردّدوا شعارات تندّد بالحكومة، وتطالب بإعادة التظاهرات لأخذ الحقوق المسلوبة.
دخول ثوار البصرة الى ساحة الحبوبي مساء اليوم للمشاركة في #مليونية_الناصرية يوم غداً الجمعة للمطالبة بالكشف عن مصير المختطف #سجاد_العراقي.#الحرية_لسجاد_العراقي pic.twitter.com/GxfIi9X0AT
— الحبوبي بيتي 🇮🇶 (@Alhubube) November 19, 2020
⭕ ساحة الحبوبي .. قبل قليل
— تـــرند الثورة (@trend_althuraa) November 19, 2020
دخول ثوار البصرة إلى ساحة الحبوبي في الناصرية pic.twitter.com/43AKwPuMCP
🔴 هنا الناصرية #الان
— Firas W. Alsarray - فراس السراي (@firasalsarrai) November 19, 2020
دخول احرار البصرة إلى ساحة الحبوبي pic.twitter.com/OlBYmOE11y
وقال الناشط رعد هاشم، في تغريدة له عبر "تويتر"، "ناشطون يتوافدون على الناصرية للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الاحتجاجات والكشف عن مصير مفقودين ومختطفين، بحسب ما أعلن ناشطون، دعوا إلى تنظيم تظاهرة الجمعة، وتصعيد الاحتجاجات بسبب عدم التزام الحكومة بالكشف عن مصير الناشط سجاد العراقي، رغم معرفتها بالجهة الخاطفة ومكان اختطافه".
🔴ناشطون يتوافدون ،على الناصرية للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الاحتجاجات والكشف عن مصير مفقودين ومختطفين، بحسب ما أعلن ناشطون، دعوا إلى تنظيم مظاهرة الجمعة، وتصعيد الاحتجاجات بسبب عدم التزام الحكومة المحلية بالكشف عن مصير الناشط سجاد العراقي رغم معرفتها بالجهة الخاطفة ومكان اختطافه pic.twitter.com/5BAZ8sXKkr
— رعد هاشم🌟Raad Hashim (@raad_arabi) November 20, 2020
من جهته، أكّد عضو تنسيقية احتجاجات ذي قار، الناشط بسام الفتلاوي، أن "تظاهرة اليوم ستكون تظاهرة موجهة ضد الحكومة التي لم تنفذ أياً من وعودها"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أنّ "الحكومة توقعت أن ساحات التظاهر انتهت، لذا فإنها استمرت بتسويف الوعود، ولم تكشف عن مصير أي مختطف من الناشطين، كما أن ملف التحقيق في قتلة المتظاهرين أهمل".
وأكد أن "التظاهرة اليوم ستبعث رسالة للحكومة، بأن صوت الشعب باقٍ"، مشدداً على أن "تظاهرة اليوم ستعيد تنظيم التظاهرات مجدداً، وفي حال لم تنفذ الحكومة وعودها، فإن الناصرية ستتزعم ساحات التظاهر بدلاً من بغداد، وسنعمل على إعادة التظاهرات في باقي المحافظات".
في الأثناء، نشرت القوات الأمنية في المحافظة المئات من عناصر الأمن في محيط ساحة الحبوبي، والشوارع القريبة منها، ووفقاً لضابط أمن في المحافظة، فإن "الأوامر صدرت منذ مساء الأمس بالانتشار المكثف، وقد انتشر المئات في المناطق الحيوية، وقرب مباني المحافظة، فضلاً عن ساحة الحبوبي".
وأكد أن "التوجيهات شدّدت على عدم استخدام الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين، إلا في حال خرجت التظاهرات عن السيطرة، وتم الاعتداء على مبانٍ حكومية وغيرها"، مشيراً إلى أن "هناك مخاوف من حدوث صدامات، لا سيما أن حدة الغضب الشعبي كبيرة، بسبب عدم تنفيذ الحكومة وعودها للمتظاهرين".
وفقد الناشطون الثقة بالحكومة، التي أطلقت لهم أخيراً وعوداً بتنفيذ مطالبهم والكشف عن نتائج التحقيق في مصير المختطفين، ومحاسبة المتورطين في قمع الاحتجاجات، مقابل إنهاء التظاهرات، الأمر الذي أثار غضب الناشطين الذين بدأوا إعادة ترتيب صفوفهم.