أعلن زعيم "حركة النجباء"، أحد أبرز الفصائل العراقية المسلحة الحليفة لطهران، أكرم الكعبي، اليوم الأربعاء، بدء عمليات عسكرية تهدف إلى ما قال إنه "تحرير العراق عسكرياً"، في إشارة إلى الوجود الأميركي في البلاد، فيما أكدت مصادر من داخل الفصائل وجود خلافات في ما بينها حول التصعيد العسكري ضد الأميركيين في العراق.
وخلال الأسبوعين الماضيين، نُفذ 12 هجوماً بطائرات مسيّرة وصواريخ كاتيوشا، على قاعدتي "حرير" و"عين الأسد"، ومعسكر فيكتوريا، الملاصق لمطار بغداد غربيّ العاصمة العراقية، رداً على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، والدعم الأميركي لها.
وتضم تلك المواقع الثلاثة المئات من العسكريين الأميركيين وقوات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، أبرزها البريطانية والفرنسية.
وقال الكعبي في بيان له نشر على حسابه في منصة "إكس"، إن "المقاومة الإسلامية العراقية قرّرت تحرير العراق عسكرياً وحسم الأمر، والقادم أعظم".
وأضاف زعيم الجماعة التي تصنّف على أنها الأكثر قرباً من إيران في العراق: "طوبى للمجاهدين الأبطال، طوبى لمن شارك، طوبى لمن أيد، والنصر للإسلام. لا توقف، لا مهادنة، لا تراجع".
#طوفان_الأقصى #لاتوقف #لامهادنة #لاتراجع pic.twitter.com/vHFjrLFXMr
— الشيخ اكرم الكعبي (@Akram_Alkabee) November 1, 2023
من جهته، كشف عضو بارز في جماعة "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن وجود انقسام بين الفصائل المسلحة بشأن التصعيد ضد القوات الأميركية في العراق، مرجعه الأساس إلى وجود خلافات داخل دوائر صنع القرار الإيراني حيال ذلك، وتحديداً بين الحرس الثوري والخارجية الإيرانية. وأكد أن "إعلان الكعبي التصعيد لا يشمل كل الفصائل، بل هو يشمل الفصائل غير المشاركة في العملية السياسية فقط".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "هناك فصائل مسلحة، خصوصاً التي لها تمثيل في "الإطار التنسيقي"، تعمل على تهدئة الأوضاع وعدم التصعيد كثيراً ضد القوات الأميركية، خشية من رد فعل أميركي قد يسبب زعزعة في الأوضاع العراقية، وهذا بالتأكيد سيكون له أثر على استقرار حكومة السوداني".
بدوره، قال المحلل السياسي والأمني أحمد الشريفي لـ"العربي الجديد"، إن "ما أُعلن عن الكعبي لا يمثل توجه كل الفصائل المسلحة. ولهذا، الإعلان جاء من قبله فقط، والفصائل التي هي جزء من الحكومة لن ترغب في تصعيد حقيقي ضد الأميركيين، وهي مع التصعيد الإعلامي من خلال عمليات قصف لا تأثير لها، من أجل تخفيف الضغط عليها من قبل أنصارها والشارع العراقي، الذي يتساءل عن دور الفصائل"، وفقاً لقوله.
وبيّن الشريفي أن "الإطار التنسيقي والفصائل والحكومة الحالية، تدرك جيداً أن أي تصعيد حقيقي عسكري ضد القوات الأميركية يعني وجود ردود أفعال عسكرية واقتصادية أميركية ضد قادة الفصائل، وبما تشمل حتى قادة الإطار أو إثارة المشاكل الدبلوماسية ما بين بغداد وواشنطن، ولهذا هناك أطراف سياسية في الإطار، وبعض الفصائل لا تريد أي تصعيد عسكري حقيقي".
وأضاف المحلل السياسي والأمني أن "إيران قد يكون لها دور من أجل ضبط إيقاع تحركات بعض الفصائل العراقية، خصوصاً في ظل وجود انقسام في مواقف تلك الفصائل بشأن التصعيد ضد الأميركيين، كذلك فإن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني في موقف لا يحسد عليه، فهو بموقف حرج أمام المجتمع الدولي، وهو في الوقت نفسه لا يريد خسارة دعم الفصائل له".
وتضع الهجمات الأخيرة على القواعد والمصالح الأميركية في العراق، حكومة السوداني أمام وضع مُعقد وغير مريح، خصوصاً بعد فشل حراكه الهادف إلى إقناع الفصائل المسلحة الحليفة لإيران بإيقاف تلك الهجمات التي ارتفعت إلى 11 خلال الأيام العشرة الأخيرة.
واستأنفت الفصائل العراقية المسلحة، في الأيام السابقة، هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة على القواعد التي تضم جنوداً أميركيين في العراق، في سلسلة هجمات قالت الفصائل إنّها تأتي رداً على مشاركة الولايات المتحدة ودعمها للاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة.