حذّر ديوان "الوقف السني" في العراق، من "اقتتال عشائري" بين أطياف الشعب في حال هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، داعياً القوات الأمنية ومليشيا "الحشد الشعبي"، إلى عدم الاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، مطالباً بتوقيع ميثاق دولي يحرّم الإساءة للمعتقدات والتحريض الطائفي.
واعتبر رئيس الديوان، الشيخ محمود الصميدعي، في كلمته بافتتاح المؤتمر الوطني الثالث للأديان والمذاهب في العراق، أنّ "العالم بأسره يكتوي بنار الإرهاب والتطرف، ما يدعونا جميعاً الى التعاون من أجل اجتثاث هذا الشر، الذي تحمّلت ويلاته أمم وشعوب"، مشدداً على أنّ "التطرّف لن يستثني ديناً أو طائفة، ما يقتضي محاربته ورفضه واستنكاره من الجميع".
كما دعا العراقيين إلى فتح صفحة جديدة، محذراً من "اقتتال عشائري بعد صفحة "داعش"، خصوصاً في المحافظات التي احتلها التنظيم"، داعياً إلى "السلم الأهلي وتوجّه الجميع لتحرير المحافظات من الإرهاب".
وفي هذا السياق، طالب هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، وجميع المرجعيات الدينية والسياسية في العراق، بـ"ميثاق شرف ملزم يحرم سياسة الكراهية الدينية، والدعوات الطائفية والإساءة لرموز الأديان والمعتقدات"، مؤكّداً أنّ "الإرهاب ولد من رحم التطرف الديني والتمييز العنصري والثقافات الشاذة".
يذكر أنّ العراق يشهد وضعاً أمنياً وإنسانياً صعباً للغاية، فبعد اجتياح تنظيم "داعش" محافظات عدة من البلاد، أطلقت المليشيات يدها في العديد من المناطق، وبدأت باحتلال المناطق المحررة من "داعش" ومنع أهاليها النازحين من العودة إليها، الأمر الذي ينذر بكارثة أمنية وإنسانية خطيرة".