العراق: تأهب في قاعدة عين الأسد تحسباً لهجمات من الفصائل المسلحة

23 سبتمبر 2024
قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أميركية في العراق 13 يناير 2020 (أيمن حنة/فرانس برس)
+ الخط -

تتحسب القوات الأميركية في العراق لهجمات ضدها قد تشنها الفصائل العراقية المنضوية ضمن "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي باشرت تصعيداً عسكرياً واضحاً خلال الأيام الماضية ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصاً وأن بعض قادة هذه الفصائل أشار خلال اليومين الماضيين إلى استعداده لمساندة حزب الله.

وأفادت مصادر عراقية خاصة في وزارة الدفاع ببغداد لـ"العربي الجديد" بأنّ "القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة عين الأسد، غربي محافظة الأنبار، شرعت بحزمة التدريب الثالثة، وهي الأكبر منذ سنوات، وتتضمن محاور ومسارات متعددة ضمنها التصدي واحتواء الهجمات بالمسيرات والصواريخ الموجهة"، مبينة أن "القوات الأميركية وسّعت مساحة المستشفى الميداني داخل القاعدة".

وبحسب المصادر، فإنّ "القيادة الأميركية قررت تقليص عدد الموظفين الأميركيين المدنيين داخل القاعدة تحسباً لأية أحداث أمنية، مع اشتداد حدة التعليقات من قادة وزعماء الفصائل، والتلويح باستئناف المواجهة مع القوات الأميركية"، موضحة أن "العدوان على لبنان قد يدفع الفصائل المسلحة إلى تبني عدد من الهجمات الجديدة بالساعات القادمة".

وفي السياق، قال ضابط برتبة عقيد في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد" إن "القوات الأميركية تخشى فعلاً من تجدد استخدام الفصائل المسلحة للطيران المسير، لذلك طوّرت من دفاعاتها، كما أن هناك احتمالات لعودة استهداف قاعدة الحرير في مدينة أربيل"، مضيفاً أن "القوات الأميركية في قاعدة عين الأسد أعادت التدريب على المدفعية الثقيلة ومنظومات الدفاع الجوي لردع أي تحليق للمسيرات".

من جهته، أشار الباحث في الشأن الأمني والسياسي، أحمد الشريفي، في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن "الفصائل المسلحة وفي مثل هذه الظروف التي يمر بها حزب الله اللبناني عادة ما تكون ملزمة بفعل أمام جماهيرها، بالتالي فإنها ستشارك بالمواجهة بأي طريقة كانت"، مبيناً أن "هناك صعوبة في وصول أي مقاتلين عراقيين لإسناد حزب الله اللبناني، لكن هناك احتمالات بأن تقوم المقاومة العراقية بعمل أمني ضد القواعد العراقية التي تتواجد فيها القوات الأميركية".

وأضاف الشريفي أن "خسائر بشرية أو مادية قوية قد تخلفها الهجمات المحتملة من الفصائل العراقية ضد القوات الأميركية، قد تدفع الطرف الأخير إلى الرد، وربما يكون رداً عنيفاً"، معتبراً أن "الفصائل العراقية تدرك خطورة الموقف الحالية، بل وخطورة الرد الأميركي، لكن مع ذلك، فإن كل الاحتمالات واردة".

ولوّح عدد من قادة الفصائل العراقية المسلحة بالانتقال إلى الجبهة اللبنانية في حال دخل حزب الله اللبناني في حرب مباشرة مع إسرائيل، مؤكدين الجاهزية لحرب طويلة المدى مع إسرائيل وعلى مختلف الجبهات، وذلك في أعقاب تصاعد حدة التصعيد بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام.

وأبدى الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، في رسالة وجهها إلى نصر الله استعداده لإرسال "سيل بشري عراقي تكتظ به حدود لبنان وخنادقها"، وأضاف: "إن فقدتم ألفاً من الشهداء، فسنمدّكم بمائة ألف من الأبطال"، مؤكداً: "مقاومتنا وسلاحنا وأموالنا وأرواحنا جنودٌ مجندة تحت أمرك. أضف إلى قائمة عديد حزب الله عديدنا، برجالنا ونسائنا وشيوخنا وأطفالنا".

من جهته، قال زعيم حركة النجباء، أكرم الكعبي، في رسالة تعزية إلى نصر الله إن "المقاومة الإسلامية في العراق مستمرة في عملياتها ضمن جبهة الإسناد العراقية نصرة لفلسطين ودعماً للمقاومة في غزة". أما زعيم حركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، فقال في رسالة وجهها كذلك إلى أمين عام حزب الله: "معركتكم معركتنا؛ بل معركتنا واحدة.. ما أصابكم هي الضريبة التي يدفعها حزب الله الآن دفاعاً عن القدس وعن فلسطين". وأكد أن "كل المقاومين الشرفاء والأحرار في بلدي جميعهم جنود لحسن نصر الله وحاضرون لأن ندفع أرواحنا وأموالنا من أجل قضيتنا الواحدة".

المساهمون