تجددت، مساء اليوم الثلاثاء، الاحتجاجات في مدينة الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار جنوب العراق، وقام مئات المتظاهرين بقطع شارع النبي إبراهيم الخليل وسط مدينة الناصرية من خلال حرق إطارات السيارات للاحتجاج على قيام السلطات العراقية بالتحقيق مع ضباط وعناصر في الجيش بسبب مساندتهم متظاهري الناصرية خلال التظاهرات التي اندلعت في المدينة الخميس الماضي.
ولوح المتظاهرون بتصعيد حراكهم السلمي في الناصرية في حال لم تستجب السلطات لمطالب المحتجين المتمثلة بإغلاق التحقيق مع عناصر وضباط الجيش.
كذلك شهد محيط ساحة الحبوبي في الناصرية صدامات بين القوات العراقية والمتظاهرين على خلفية قيام قوات الأمن بمنع محتجين من الوصول إلى الساحة من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع، وقامت القوات العراقية بمطاردة بعض المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة في شوارع قريبة من ساحة الحبوبي.
وقالت "شبكة أخبار الناصرية" إن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق الركن جعفر البطاط، وصل الثلاثاء إلى محافظة ذي قار، موضحة أن هذه الزيارة جاءت من أجل الاطلاع على الوضع الأمني، وترتيب التشكيلات التابعة للشرطة الاتحادية في الناصرية.
وأكدت مصادر أمنية في الناصرية أن المدينة تشهد انتشاراً أمنياً مكثفاً، وخصوصاً في المناطق المحيطة بساحة الحبوبي والشوارع والجسور القريبة منها، موضحة لـ "العربي الجديد" أن بعض نقاط التفتيش تضيق على المتظاهرين الذين يريدون الالتحاق بالاحتجاجات التي تدور في محيط ساحة الحبوبي.
وتشهد الناصرية منذ أيام توتراً أمنياً على خلفية استخدام القوات العراقية القوة لفض تظاهرات خرجت للمطالبة بالإفراج عن ناشطين في التظاهرات اعتقلتهم القوات العراقية. ولاقت أساليب القمع التي مارستها القوات العراقية ضد متظاهري الناصرية تنديداً محلياً ودولياً.
وأمس الاثنين، عبر السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيكي، عن قلقه من العنف الذي تشهده المدينة، قائلاً، في تغريدة على حسابه الموثق على موقع "تويتر": "إنني قلق للغاية من تصاعد العنف في الناصرية"، وموضحاً أن المملكة المتحدة تدعو إلى الحوار وضبط النفس والمساءلة بشأن قتل مدنيين وعناصر أمن.
إنني قلق للغاية من تصاعد العنف في #الناصرية. تدعو المملكة المتحدة إلى الحوار وضبط النفس والمساءلة عن قتل المدنيين وأفراد قوات الأمن. #العراق
— Stephen Hickey (@sblhickey) January 11, 2021
وقبل ذلك، حثّت السفارة الأميركية في بغداد، الأحد، السلطات الأمنية العراقية على ضمان تعبير المتظاهرين عن رأيهم دون خوف على حياتهم أو سلامتهم الشخصية، مؤكدةً، في بيان، أن واشنطن تدين مقتل الناشط والمسعف حيدر ياسر، وهو أحد متظاهري ذي قار الذي قُتل في وقت سابق، مشيرة إلى أن "المشاهد المروعة لهذه الجريمة الوحشية هي بالفعل مرعبة، ونحن نضم صوتنا إلى جميع أولئك الذين يطالبون بتقديم الجناة إلى العدالة".
وكان ناشطون قد تداولوا في وقت سابق أنباء عن تقطيع جثة الناشط حيدر ياسر الذي قُتل على يد مجهولين في ذي قار.