أعلنت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان العراق، التوصل إلى تفاهمات أمنية مع الحكومة الاتحادية في بغداد، في المناطق المتنازع على إدارتها شمالي البلاد وأبرزها كركوك، في ظل تزايد القلق من تصاعد هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي في هذه المناطق، والتي بدأت توقع خسائر بشرية.
وتحدث وزير شؤون البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، شورش إسماعيل، عن وجود تفاهمات مع وزارة الدفاع الاتحادية في بغداد، بشأن أمن المناطق المتنازع عليها، مبيناً في كلمة خلال زيارة لقوات البيشمركة في مناطق شرق الموصل، أمس الخميس، أن هذه "التفاهمات تتضمن تعاوناً وتنسيقاً أمنياً مشتركاً بين الجانبين".
وعبّر عن أمله في التوصل إلى اتفاق عام ووثيق يضمن حفظ أمن واستقرار المناطق المتنازع عليها، وينهي الإرهاب فيها، مشيراً إلى "دعم وزارته لتعزيز قدرات القوات الكردية من أجل مواجهة الإرهابيين والقضاء عليهم".
ويُعدّ هذا الإعلان الأول من نوعه الذي يشير إلى تحقيق تقدّم في ملف المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، مع اتّساع رقعة هجمات تنظيم "داعش"، في مناطق شمالي العراق خلال الأسابيع الأخيرة.
في السياق ذاته، حذر رئيس أركان قوات البيشمركة الكردية، الفريق جمال إيمنكي، من تغير أساليب هجمات تنظيم "داعش" في المناطق المتنازع عليها، مؤكداً أن التنظيم بدأ يستخدم أسلحة متطورة ونواظير ليلية مركبة على البنادق.
وأشار إلى أن عناصر تنظيم "داعش" قاموا بتغيير تكتيك العمليات التي ينفذونها، مبيناً في تصريح صحافي أنهم يقومون بشنّ هجمات سريعة.
ولفت إلى اتساع رقعة هجمات "داعش" في المناطق المتنازع عليها ضد الجيش العراقي وقوات البيشمركة، مؤكداً أن التنظيم يستغل الفراغات الأمنية.
وأول من أمس الأربعاء، أعلنت قوات البيشمركة مقتل أحد عناصرها بهجوم لتنظيم "داعش" في مدينة كفري بمحافظة ديالى شرقي العراق، وهي من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
وعبّر القنصل الفرنسي في أربيل، أوليفيه ديكوتيني، مساء الخميس، عن تعازيه لمقتل عنصر في البيشمركة، داعياً في بيان إلى التنسيق بين بغداد وأربيل في الحرب على تنظيم "داعش".
ودعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أمس الخميس، إلى الإسراع في التنسيق بين البيشمركة والقوات العراقية في المناطق المتنازع عليها.
وتشمل المناطق المتنازع عليها محافظة كركوك، ومدناً وبلدات وقرى في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى، تقول سلطات إقليم كردستان إنها تابعة للإقليم، بينما تؤكد بغداد أن هذه المناطق يجب أن تخضع لسيطرة السلطات الاتحادية.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع العراقية لـ "العربي الجديد"، وجود اهتمام كبير من الوزارة بهذه المناطق التي شهدت أخيراً هجمات خطيرة، نتج عنها سقوط ضحايا، مبيناً أن المناطق المتنازع عليها هي مناطق عراقية، ولا بد من وجود تنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية العراقية سواء كانت في بغداد أو أربيل من أجل ضبط الأمن فيها.
وأشار إلى أن الحوارات بين بغداد وأربيل لم تنقطع طيلة الفترة الماضية، موضحاً أن الهدف من تلك الحوارات هو التوصل إلى صيغة تفاهم يمكن من خلالها إنهاء الخروقات الأمنية الخطيرة في المناطق المتنازع عليها.
ونفذت قوات عراقية، أمس الخميس، عمليات دهم وتفتيش في عدد من المناطق والقرى الواقعة جنوب غربي كركوك، تم خلالها العثور على أسلحة مختلفة تابعة لبقايا تنظيم "داعش".