منذ نحو أسبوع أطلق ناشطون من مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبيّ العراق، حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتبرع بالأموال لـ"البيت الوطني"، وهو كيان سياسي أعلن تأسيسه خلال الأشهر الماضية، ومعظم أعضائه الأساسيين هم من المتظاهرين والناشطين العراقيين.
ويهدف التبرع المادي للكيان الجديد إلى استكمال إجراءات تسجيله في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، إذ تفرض المفوضية دفع تأمينات مالية تصل إلى 25 مليون دينار (نحو 18 ألف دولار).
وحظيت هذه الحملة بمساندة ناشطين من محافظات متفرقة، وأبرزها بغداد، حيث تداول الناشطون والمتظاهرون عشرات المنشورات التي أكدت أهمية الوقوف مع كيان سياسي جديد تأسس بجهود شبابية ومن دون تدخل أيٍّ من الرموز السياسيين التقليديين في العراق.
وأعلن حسين الغرابي، وهو أحد مؤسسي "البيت الوطني"، أن الكيان سياسي الجديد ينوي المشاركة في الانتخابات. وقال عبر حسابه في "فيسبوك"، إن "البيت الوطني يمر بفترة حرجة في أثناء التسجيل هذا الأسبوع، ألا وهي مسألة المبلغ الأخير الذي قدره 25 مليون دينار، هذا المبلغ إلى الآن لم يكتمل بعد، بسبب عدم اكتمال الهياكل التنظيمية للبيت الوطني في محافظاتنا الحبيبة، كي يجمع من الأعضاء اشتراكات التنظيم".
وأضاف: "لذلك، على كل الأحبة ممن يؤمنون بمشروع البيت الوطني ومن طريق ممثلي البيت الوطني بالمحافظات أن يساهموا بما يستطيعون لأجل إكمال هذا الحلم الوطني. حافظوا على نزاهة المشروع، وعدم تعرضه للمساومات".
وتواصل "العربي الجديد"، مع الغرابي الذي أوضح أن "البيت الوطني لا يعتمد على أي تمويل سياسي ولا يملك غير الفكر والعقول التي تؤمن بالتغيير السلمي، ولذلك نحن نواجه حالياً مشكلة مالية تتعلق بآخر إجراءات تسجيل الكيان السياسي الجديد لدى دوائر الدولة العراقية".
وأضاف المتحدث: "نحن لا نخجل من الاعتراف بالضائقة المالية التي تمر بنا"، مؤكداً أن "هناك متبرعين من المتظاهرين، ونحن نتواصل مع ناشطين عراقيين همهم الوحيد تكوين كيان سياسي نظيف غير ملوث بالمال السياسي الفاسد، وبالتالي نسعى إلى استكمال ما بقي من الأموال التي يفرضها قانون الأحزاب، من أجل إنهاء تسجيل الكيان".
من جهته، قال الناشط البارز من الناصرية علي الغزي، إن "البيت الوطني وأكثر من كيان سياسي برز بعد تظاهرات "تشرين"، في العراق، ويعاني من قلة التمويل ويعتمد المؤسسون لهذه الكيانات على أموالهم الشخصية وما يصل إليهم من تبرعات من مواطنين وتجار يؤمنون بالتغيير"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مالاً نظيفاً كان يصل إلى ساحات الاحتجاجات ويدعم المتظاهرين، وهو نفسه الذي يساند حالياً المتظاهرين الذين ينوون خوض التجربة السياسية".
من جانبه، بيَّن أحد أعضاء "البيت الوطني"، أن "شغلنا الشاغل تصحيح العملية الديمقراطية، وأعتقد أن قضية تمويل الأحزاب أحد التشوّهات البارزة في العملية الديمقراطية بالعراق واللي أسّس أساساتها سيّئ الصيت، الحاكم المدني للعراق بول بريمر. لذا، نقول: لا بد من تقديم نموذج مغاير لهذه المافيات والعصابات. نسأل الله التوفيق".
أما بهاء السراي، وهو الأخ الأكبر لصفاء السراي، أحد ضحايا احتجاجات "أكتوبر/ تشرين الأول" وأبرز وجوهها، فقد كتب على "فيسبوك"، أن "الإخوة في مشروع #البيت_الوطني يحتاجون وقفة الشباب معهم لإكمال مبلغ التسجيل الذي يبلغ قدره 25 مليون دينار عراقي من يحب منكم أن يقدم تبرعه الهم حفاظاً على استقلالية المشروع وأيضاً حتى يكون المشروع (من الشعب وإلى الشعب) فلا يقصر في ذلك".