العراق: تهديدات جديدة ضد القوات الأميركية ومخاوف من تأثيرها على تحضيرات الحكومة للانتخابات
أطلق قيس الخزعلي زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، أحد أبرز الفصائل المسلحة المرتبطة بطهران تهديدات جديدة ضد القوات الأميركية في العراق، بالتزامن مع عودة عمليات الاستهداف للقواعد العسكرية والمطارات العراقية التي تضم قوات أجنبية، ما دفع بسياسيين ومراقبين للتخوف من احتمال تأثير ذلك على جهود السلطات في التهيئة للانتخابات المبكرة، المقرر أن تجري في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وشروع الحكومة بمبادرة الحوار الوطني التي دعا لها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الشهر الماضي.
وقال الخزعلي في كلمة الأربعاء إن ما أسماها بـ"فصائل المقاومة الإسلامية"، لديها "العدد الكافي من الرجال والأسلحة النوعية ما يستطيعون به استهداف كل الوجود الأميركي في أي مكان على أرض العراق، بما لا يُبقي ولا جنديا أميركيا واحدا بمأمن من أن تصله أسلحة المقاومة".
وتابع "القرار هو إجبار القوات الأميركية على الخروج، وخصوصاً بعد أن أعلنت صراحة أنه ليس في نيتها الانسحاب من أرض العراق، وهذا قرار حتمي، وهو قرار أن لا تبقى أي قواعد عسكرية أميركية ولا أي مقاتل أجنبي على أرض العراق".
وتتزامن تصريحات الخزعلي مع تصعيد في الهجمات الصاروخية التي طاولت قواعد ومعسكرات عراقية تستضيف قوات أميركية في وسط وشمال وغرب العراق، أبرزها قاعدة فكتوريا غربي بغداد، وقاعدتا بلد بمحافظة صلاح الدين (شمالاً)، وعين الأسد في محافظة الأنبار غربي البلاد بواسطة صواريخ الكاتيوشا.
مسؤول حكومي أكد أن التهديدات الجديدة التي تتزامن مع زيارة وتيرة الهجمات "تهدف إلى إرباك الاوضاع الأمنية والضغط على الحكومة، وتهدد تحضيرات إجراء الانتخابات في البلاد خاصة مع مخاوف الفرق الأممية في العمل ومراقبة سير عملية الانتخابات في مثل هذه الأجواء المشحونة".
وأشار المسؤول في حديث لـ "العربي الجديد" إلى "وجود إصرار لدى الحكومة على المضي بخطوات التهيئة للانتخابات وإنجاح مبادرة الحوار الوطني دون الاكتراث بالضغوط التي تمارس عليها"، ووفقاً للمسؤول نفسه فإن جانباً من التصعيد الحالي قد يكون مرتبطاً بأزمة التسريبات الأخيرة لوزير الخارجية جواد ظريف في إيران، إذ أن الفصائل المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري "تحاول إفشال جهود ظريف وجولته الأخيرة في العراق والتي تعهد فيها بلعب دور في تهدئة الأوضاع"، وفقاً لقوله.
واليوم الخميس استهدف انفجاران في صلاح الدين والأنبار رتلين للدعم اللوجيستي ضمن مهام قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بحسب ما أعلنت عنه الشرطة العراقية، مؤكدة أن الهجومين لم يسفرا عن أي خسائر.
عضو البرلمان العراقي رعد الدهلكي اعتبر التهديدات المتكررة بشأن الوجود الأميركي "تصدر من أشخاص لا يفكرون بمصلحة العراق"، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الدولة "هي المعنية بوجود القوات الأجنبية، وهناك مصالح لدول خارجية تنفذ في العراق عن طريق تهديدات تطلقها بعض الجهات على حساب مصلحة البلاد"، في إشارة الى المليشيات لحليفة لإيران.
وأضاف الدهلكي أنه "لو كانوا يفكرون بمصلحة العراق لجلسوا مع الحكومة وطرحوا ما يريدون".
وأشار إلى أن "نسف رأي الحكومة ومصلحة البلاد يخدم المصالح الخارجية، وقد تستمر التهديدات، إلا أنها لن تؤثر على الحوارات بين العراق والتحالف الدولي الموجود حالياً لتقديم الاستشارة والتدريب ومراقبة الأجواء ودعم القوات العراقية في القضايا اللوجستية"، معبراً عن قلقه من السلاح المنفلت الذي يسيطر على محافظات كثيرة في العراق ومآلات نتائجه.
ولفت المصدر ذاته، إلى وجود ضغوط تمارس من قبل بعض الجهات لدعم مرشحين للانتخابات ومنع آخرين من الترشيح، متوقعاً تأثر نتائج الانتخابات في ظل استمرار مثل هذه الاعمال التي قد تؤدي إلى تدخل واضح في العملية الانتخابية.