رجحت قوى سياسية عراقية مختلفة أن تشهد نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية تدنياً بسبب إعلان أطراف مختلفة المقاطعة السياسية والشعبية لها.
وبدأ صباح اليوم الاثنين التصويت في انتخابات مجالس المحافظات، إذ يحق لأكثر من 23 مليون عراقي اختيار ممثليهم، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأدلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وكبار المسؤولين في الدولة العراقية بأصواتهم في الانتخابات المحلية التي ستقود لاختيار الحكومات المحلية بالمحافظات العراقية.
وأكد السوداني للصحافيين في بغداد أن الحكومة أنجزت ما عليها من استحقاق إجراء الانتخابات، لافتا إلى أن عملية الاقتراع تجري بسهولة ودون عوائق.
رئيس مجلس الوزراء @mohamedshia: الحكومة أنجزت ما عليها في التهيئة للانتخابات، وهو جزء من واجباتنا نحو تعزيز الاستقرار السياسي. pic.twitter.com/tEO1gBeasF
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) December 18, 2023
من جانبه، قال أمين عام حركة "كفى" رحيم الدراجي، لـ"العربي الجديد"، إن "نسبة المشاركة الشعبية في انتخابات مجالس المحافظات ستكون متدنية جداً، في ظل المقاطعة السياسية والشعبية الكبيرة لها"، معتبراً أن "هذا التدني في نسبة المشاركة يؤكد أن النظام السياسي والحكم لا يمثلون الشعب العراقي بأي شيء".
وبين الدراجي أن "القوى السياسية المتنفذة أصرت على إجراء الانتخابات المحلية رغم المقاطعة الكبيرة لها من أجل إعادة تلك المجالس التي تمكنها من إكمال السيطرة على كامل موارد الدولة والسيطرة والتحكم بالحكومات المحلية وإقصاء المعارضين لها بشكل أكبر من كل مؤسسات الدولة المختلفة في المحافظات".
وأضاف: "كل المؤشرات الحالية مع انتصاف ظهر اليوم، تؤكد أن هناك ضعفا كبيرا في المشاركة بعملية الاقتراع، وهذا التراجع سيكون مؤشرا لدى المجتمع الدولي إلى أن هذه الطبقة السياسية مرفوضة من قبل العراقيين ولا تمثلهم بأي شيء، وهذا قد يدفع إلى مواقف مختلفة دولية تجاه التعامل مع هذه الطبقة خلال الفترة المقبلة"، على حد قوله.
وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو لعدد من مراكز الاقتراع تظهر عدم إقبال المواطنين عليها.
🟥عدم وجود اقبال شعبي في #انتخابات_مجالس_المحافظات
— حميد الحجيلي Hamid Al-Hujaili (@laweyam) December 18, 2023
يومنا هذا في العراق الشقيق .#برد_الشتاء #فندق_بريرا_الجبيل #محاكمة_مازن_عُمان #سلمان_الفرج #الشجاعية #البنوك_السعودية #اليوم_العالمي_للغة_العربية pic.twitter.com/kbqyQcLWeP
بدوره، قال المتحدث باسم حركة "وعي" حامد السيد، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد متابعة توافد الناخبين إلى مراكز الاقتراع في العاصمة بغداد وباقي المحافظات، هناك إقبال قليل جداً وبعض المراكز شبه فارغة منذ ساعات الصباح الأولى ولغاية الآن، وهذا يؤكد أن نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات ستكون متدنية جداً".
وبين السيد أن "هناك حالة كبيرة من الرفض الشعبي للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات لأسباب عدة، أبرزها أن القوى المتنفذة أصرت على إجراء الانتخابات وفق (سانت ليغو)، وهذا من أجل فرض سيطرتها بشكل كامل على النتائج وعدم تمكن أي قوى مدنية أو ناشئة من المنافسة، وهذا دفع الكثيرين إلى المقاطعة، إضافة إلى اعتقاد الكثيرين بأن هذه المجالس حلقة زائدة في عمل الدولة وفيها هدر للمال".
الأمر نفسه ذهب إليه رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، حيث قال لـ"العربي الجديد"، إن "نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات ستكون متدنية في ظل المقاطعة الكبيرة لهذه الانتخابات، خصوصاً أن صاحب أكبر قاعدة شعبية (التيار الصدري)، التي تدعم العمل الانتخابي خلال السنوات الماضية هي مقاطعة لهذه العملية حالياً".
وأضاف فيصل: "نتوقع أن تكون نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات الحالية أقل نسبة سيسجلها العراق في العمليات الانتخابية منذ سنة 2005، فحجم المقاطعة السياسية والشعبية كبير جداً، خاصة في ظل الشكوك الشعبية بنزاهة وعدالة هذه العملية، التي هي سبب دفع غالبية العراقيين للمقاطعة طيلة السنوات الماضية".
ويتنافس 296 حزباً سياسياً انتظمت في 50 تحالفاً، على 275 مقعداً هي مجموع مقاعد مجالس المحافظات بشكل عام، وقد جرى تخصيص 75 منها ضمن كوتا للنساء و10 مقاعد للأقليات العرقية والدينية في العراق.
وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولها صلاحيات الإقالة والتعيين، وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي، وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013.