تسببت قائمة تضم عشرات الأسماء المرشحة لشغل منصب سفير للعراق في نحو 80 دولة مختلفة، بجدل سياسي جديد في البلاد بسبب تقاسم قوى سياسية لعدد كبير من الأسماء المرشحة، فضلاً عن خلفية الكثير من تلك الأسماء التي ليست لها علاقة بالعمل الدبلوماسي.
واليوم الجمعة، أعلنت عدة قوى سياسية رفضها قائمة مرشحي سفراء العراق، التي صوت عليها مجلس الوزراء، يوم الثلاثاء الماضي، ومن المقرر أن تُعرض على البرلمان خلال الأيام المقبلة بغية المصادقة عليها بحسب القانون العراقي.
وقال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، ظافر العاني في بيان له، إن "قائمة السفراء التي صوت عليها مجلس الوزراء والتي تضم 80 سفيراً دفعة واحدة ونصفهم من مرشحي الأحزاب تؤكد أن الدولة أصبحت فرهوداً (مستباحة للصوص) ونهباً للأحزاب السياسية دون مراعاة لمعايير الحاجة الفعلية والجدارة".
وأضاف أنه "من المعروف أن دولاً كبرى لديها علاقات دبلوماسية ممتدة لا تملك هذا العدد الكبير من السفراء وتسمي مسؤولي بعثاتها الدبلوماسية بالتكليف بمهمة سفير من كوادر الوزارة المحترفين ضغطاً للنفقات وتبعاً للحاجة الفعلية"، لافتاً إلى أن "كل سفير هو بدرجة وكيل وزير، ناهيك بالمخصصات الكبيرة للعمل الدبلوماسي في الخارج".
— ظافر العاني (@DhaferAlani) July 8, 2021
وأشار العاني إلى أن "بلداً كالعراق غير قادر على حماية مقرات البعثات الدبلوماسية الأجنبية في بغداد ماذا يفعل بهذا العدد من السفراء والسفارات، إلا إذا كانت على سبيل الترضية الحزبية والعائلية على حساب مقدرات الدولة؟".
وأضاف: "من واقع مسؤوليتي النيابية كنائب لرئيس لجنة العلاقات الخارجية سأعمل وسأحث زملائي البرلمانيين على عدم التصويت في البرلمان لهذه القائمة إلا لمن يستحق وفي أضيق الحدود".
من جانبه، قال النائب في البرلمان بهاء النوري إن كتلته (دولة القانون) "لن تصوت لتمرير الأسماء"، مضيفاً في إيجاز قدمه للصحافيين أن "بعض الأسماء التي رشحت لمنصب سفير لا تصلح لتمثيل العراق خارجياً، كما أن وزارة الخارجية بحاجة لدماء جديدة ولجان الاختيار تتعرض للضغوط، كما أن مكتب رئيس الوزراء رشح 20 سفيراً في القائمة الأخيرة".
لكن النائب المستقلّ في البرلمان العراقي باسم خشان، قال لـ"العربي الجديد"، إن رفض بعض الكتل في البرلمان لمرشحي السفراء، يأتي "ضمن الدعاية الانتخابية لهم، فهم طيلة السنين الماضية عملوا على ترسيخ المحاصصة السياسية والطائفية، وكانوا جزءاً منها وتقاسموا المناصب العليا في الدولة".
وبيّن خشان أن "المرشحين كسفراء للعراق تم اختيارهم من قبل الجهات السياسية المتنفذة، فهذه الجهات تريد شخصيات لها في الخارج تعمل على جلب الدعم المالي والسياسي من بعض الدول، كما أن غالبية المرشحين غير مؤهلين لهكذا منصب مهم في تمثيل العراق والعراقيين أمام المجتمع الدولي".
وأضاف أن "هناك جهات سياسية وشخصيات سياسية تعارض حالياً قائمة المرشحين، بسبب أن مرشحيها لمناصب السفراء تم رفضهم بسبب الصراع السياسي بين القوى السياسية، ولهذا جاء رفض بعض النواب والقوى لهذه القائمة، رغم أنهم جزء أساسي من المحاصصة السياسية".
في السياق ذاته، رجّح مصدر مقرب من الحكومة مراجعة قائمة المرشحين لشغل منصب سفير، وإجراء تعديلات عليها تجنباً لتعطيل تمرير القائمة بشكل كامل، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أن هناك تواصلاً بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ونائبه حسن الكعبي بشأن ذلك".