تتعرض مناطق عدة في محافظة كركوك شمالي العراق، منذ نحو أسبوع، إلى هجمات متكرّرة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، تسببت بسقوط قتلى وجرحى من قوات الأمن والبشمركة و"الحشد الشعبي"، ما دفع بجهات سياسية في المحافظة إلى المطالبة بإرسال جهاز مكافحة الإرهاب إلى كركوك للمساهمة في حفظ الأمن.
وقالت مصادر أمنية في كركوك إن عنصرين في الجيش العراقي أصيبا خلال مواجهات نتجت عن صدّ قوة عراقية لهجوم شنه تنظيم "داعش" الإرهابي ليل الاثنين - الثلاثاء في منطقة وادي الشاي جنوبي كركوك، موضحة لـ "العربي الجديد" أن التنظيم هاجم أيضاً قوة من "الحشد الشعبي" في منطقة بشير جنوب غربي كركوك، ما تسبّب بمقتل عنصر بـ "الحشد" وإصابة آخرين.
وقالت مديرية الإعلام في "الحشد الشعبي"، في بيان، إن هجوم "داعش" في منطقة البشير أسفر عن مقتل عنصر بـ "اللواء 16 في الحشد الشعبي"، وإصابة 3 آخرين.
إلى ذلك، حذّرت الجبهة التركمانية العراقية من آثار الخروقات الأمنية المتكررة في كركوك، موضحة في بيان أن المحافظة تعرضت لاستهداف جديد من خلال هجوم تنظيم "داعش" على قصبة بشير، نتج عنه سقوط قتيل وجرحى.
وتابعت "تجدّد الجبهة التركمانية العراقية تحذيرها من الآثار الناجمة عن الخروقات الأمنية المتكررة في الفترة الأخيرة، واستغلالها سياسياً، وترك المحافظة وأبنائها عرضة لمصير أمني مجهول"، مطالبة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالتدخل العاجل والفوري، من خلال إرسال قوة من جهاز مكافحة الإرهاب لبسط الأمن في كامل الحدود الإدارية لمحافظة كركوك من قبل القوات الاتحادية حصراً، وتعزيز الجهد الاستخباري لتفويت الفرصة على كلّ من يريد تعكير صفو الأمن في المحافظة.
وأكد عضو بالتحالف العربي في كركوك أن الخروقات الأمنية المتكررة في مناطق جنوب وجنوب غرب كركوك أصبحت تحدث بشكل شبه يومي خلال الفترة الأخيرة، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن ذلك يتطلّب حلولاً عاجلة، تتمثل بإرسال تعزيزات أمنية إلى هذه المناطق لمنع الهجمات قبل وقوعها، وبالنتيجة تجنب عمليات التفتيش والاعتقال التي تحدث بعد كلّ هجوم.
وتُعدّ كركوك واحدة من المناطق المتنازع عليها بين السلطات الاتحادية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان في أربيل، وكانت خاضعة لسيطرة الأحزاب الكردية منذ احتلال العراق من قبل الأميركيين عام 2003، حتى دخول الجيش العراقي إليها في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، على خلفية استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق الذي شملت به كركوك.
وشهدت الأيام الأخيرة اتصالات بين بغداد وأربيل، تهدف للتوصل إلى تفاهمات مشتركة لحفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها، على خلفية زيادة الهجمات التي ينفذها تنظيم "داعش" في هذه المناطق.
وأمس الاثنين، بحث رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني خطر تحركات تنظيم "داعش"، والتعاون والتنسيق بين بغداد وأربيل لتحقيق الأمن والاستقرار.