تعرضت قاعدة "حرير" الجوية في مدينة إربيل بإقليم كردستان العراق، والتي تضم المئات من العسكريين الأميركيين، فجر اليوم الثلاثاء، إلى هجوم جديد بواسطة طائرات مسيرة.
وقال مصدر أمني مسؤول لـ"العربي الجديد" إن "قاعدة حرير في مدينة أربيل، الملاصقة لمطار أربيل الدولي، تعرضت للهجوم من قبل أربع طائرات مسيرة، وتمكنت منظومة الدفاع الجوي التابعة للقوات الأميركية من إسقاط اثنتين، فيما سقطت اثنتان داخل القاعدة، وسُمع دوي انفجارات دون معرفة ما اذا كانت هناك خسائر بشرية أو مادية جراء عملية الاستهداف".
وأضاف المصدر أن "عملية الاستهداف دفعت مطار أربيل الدولي إلى إيقاف الرحلات الجوية واتخاذ إجراءات أمنية تحسباً لوجود عمليات قصف أخرى قد تعرض المطار والمسافرين إلى خطر، فيما أطلقت القنصلية الأميركية في أربيل صافرات الإنذار كإجراء احترازي".
وأعلنت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" في بيان، ليلة أمس الاثنين، أنها استهدفت أربع قواعد عسكرية يوجد فيها الجيش الأميركي بست هجمات، قاعدة "عين الأسد" غربي العراق وقاعدة "حرير" شمالي العراق وقاعدتي "تل البيدر" و"التنف" في سورية، مضيفة أنها استخدمت "الأسلحة المناسبة والتي أصابت أهدافها بشكل مباشر".
وتأتي هذه الهجمات بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بغداد، ليل أول أمس الأحد، وتحذيره السلطات من استمرار الهجمات على المصالح الأميركية، واستمرت زيارة بلينكن إلى بغداد بضع ساعات ارتدى خلالها سترة واقية من الرصاص، ما اعتُبر "مبالغة مقصودة" من قبل واشنطن.
من جهته، قال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل لـ"العربي الجديد" إن "استمرار الفصائل المسلحة بشن الهجمات ضد القوات الأميركية، رغم كل التحذيرات ورسائل التهديد التي نقلها بلينكن خلال زيارته إلى بغداد، ستدفع واشنطن إلى الرد العسكري على تلك الفصائل وبالتالي توسيع آخر للحرب في المنطقة ككل".
وبين فيصل أن "واشنطن لن تبقى بحالة عدم الرد على استهداف قواتها، لكنها تتأخر في الرد كون هجمات الفصائل لم تسفر عن أي إصابات حقيقية في صفوف الجيش الأميركي، لكن من الأكيد أنها سوف تتخذ إجراءات لردع الفصائل وللحد من عملياتها".
ولوحت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تضم عددا من الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، بالبدء بمرحلة جديدة في "مواجهة الأعداء نصرة لفلسطين"، مؤكدة أن المرحلة ستكون الأوسع على قواعدهم في المنطقة.
وخلال الأسابيع الماضية شنت الفصائل المسلحة العراقية هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ كاتيوشا، على قاعدتي "حرير" و"عين الأسد" ومعسكر فيكتوريا، الملاصق لمطار بغداد غربيّ العاصمة العراقية، رداً على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة والدعم الأميركي لتل أبيب، بحسب هذه الفصائل.
وتضم هذه المواقع المئات من العسكريين الأميركيين وقوات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، أبرزها البريطانية والفرنسية.
وتضع الهجمات الأخيرة على القواعد والمصالح الأميركية في العراق حكومة بغداد أمام وضع مُعقد وغير مريح، خصوصاً بعد فشل مساعي رئيس الحكومة محمد شياع السوداني في إقناع الفصائل المسلحة الحليفة لإيران بالتوقف.